تشهد الساحة السياسية بشكل متكرر لقاءات واتصالات بين رؤساء الدول المعنية بالملف السوري للتباحث في التطورات العسكرية والسياسية.
وكان آخر هذه الاتصالات أمس، الثلاثاء 13 شباط، بين الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، والملك السعودي، سلمان بن عبد العزيز.
كما سبقتها اتصالات بين دول ضامنة ومعنية بالشأن السوري مثل إيران وروسيا والولايات المتحدة الأمريكية.
وإن كان الرؤساء لا يفصحون عن فحوى المكالمات، لكن جملتين تتكرران دائمًا في اتصالاتهم تنقلها وسائل الإعلام الخاصة بكل دولة، وهي “الحفاظ على وحدة التراب السوري وإيجاد حل سياسي للحرب”.
وكالة “الأناضول” التركية قالت أمس، إن أردوغان والملك سلمان أكدا “إيلاء أهمية للحفاظ على وحدة التراب السوري، وإيجاد حل سياسي للأزمة”.
وفي اتصال هاتفي بين الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، مع نظيره الأمريكي، دونالد ترامب، في 11 تشرين الثاني الماضي، أكد الطرفان على استقلال وسيادة ووحدة الأراضي السورية، وتكثيف الجهود لإيجاد حل سياسي.
كما أكد بوتين وأردوغان في مؤتمر صحفي في مدينة سوتشي الروسية، في 13 تشرين الثاني الماضي، على وحدة الأراضي السورية وسيادة الدولة.
كما ورد التأكيد نفسه في لقاء القمة الثلاثية في سوتشي، الذي جمع أردوغان وبوتين إلى جانب الرئيس الإيراني، حسن روحاني.
لكن هذه التأكيدات وتكرار التصريحات، يعتبرها البعض إعلامية، كون الأحداث التي تشهدها الساحة داخل سوريا غير متطابقة تمامًا معها.
واعتبر وزير الخارجية الروسية، سيرغي لافروف، أمس، أن أمريكا تعرض وحدة الأراضي السورية للخطر عبر سعيها لإقامة شبه دولة شرقي الفرات.
ويتخوف سوريون من تقسيم بلادهم بعدما أصبحت أمريكا تسيطر على مساحات واسعة شرقي الفرات، إلى جانب اهتمام تركيا الكبير في ريف حلب الشمالي وإدلب، بينما تسيطر ميليشيات إيرانية على ريف حلب الجنوبي وبعض أجزاء البادية السورية، وتتركز القواعد العسكرية الروسية في الساحل.
في حين أصبحت التصريحات المتكررة حول وجود حل سياسي مثيرة للسخرية لدى السوريين، الذين يعتبرون أن سوريا تحولت إلى “ساحة حرب وتصفية حسابات بين الدول”.
–