يبني فيلم “Gone Girl” (الفتاة المفقودة) أحداثه وحبكته بشكل شبيه بلعبة “البزل”، بحيث يُعبر كل جزء منه عن قضية اجتماعية، في حين تلتحم جميعها لتقدم معالجة سينمائية لفكرة الزواج.
ولا يتوقف المخرج، ديفيد فينشر، عن تقديم الفيلم كأجزاء بروابط ماهرة أحيانًا، متسلسلة من حيث الزمن، وأحيانًا من حيث نوع الحدث، فيعود في بعض المشاهد إلى كواليس الحدث الرئيسي في الفيلم، من أول لقاء بين الزوجين، إلى كل ما أتى بعدها من صعوبات وتحديات وصلت إلى درجة اختفاء الزوجة، التي أدت دورها روزاموند بايك.
تتعقد حبكة الفيلم، لكن ليس بشكل منهك، حتى تضع المشاهد في موضع القاضي، الذي يحتار في تحديد موقفه من العقوبة التي تعرض لها الزوج، الذي أدى دوره بن أفليك، من قبل زوجته التي أوصلتها الغيرة إلى حدود جنونية من الانتقام.
وما يزيد القضية تعقيدًا أن الرجل نفسه لم يكن بريئًا، وارتكب ما يكفي من أخطاء “تجرّمه” في فشل علاقته الزوجية، لكن هل يستحق هذه العقوبة المحكمة في اختفاء زوجته بهذه الطريقة الغامضة؟
إحدى أهم القضايا الرئيسية التي يطرحها الفيلم هي “الملل”، والأسلوب الجنوني الذي تتبعه الشخصيات، ربما دون وعي، لتحريك علاقة زوجية مضى عليها قرابة العامين.
كذلك يُقدم العمل معالجة لـ “غيرة المرأة”، وهو موضوع مطروح منذ المسرح الإغريقي قبل الميلاد، إذ تنفجر من المرأة قدرة رهيبة على التدمير تجعلها تأخذ دورين في آن معًا، الجاني والضحية، وفق الأعمال التي تناولت هذه الفكرة، حتى تقديم هذ الفيلم المأخوذ عن رواية تحمل نفس الاسم، للكاتبة جيليان فلين.
–