13 عامًا على اغتيال رفيق الحريري.. هوية المتورطين “معروفة” والمحاسبة “صعبة”
في ظهيرة 14 شباط من عام 2005، شهدت بيروت حدثًا هز أركان الحياة السياسية في لبنان، بإعلان اغتيال رئيس الحكومة اللبنانية رفيق الحريري، عقب انفجار شاحنة محملة بـ 2.5 طن من المتفجرات، استهدفت موكبه مودية بحياته وحياة 22 شخصًا آخرين.
ذلك الحدث، الذي مر عليه 13 عامًا وسط سرية تامة لتحقيقات معقدة لم تنته بعد، جعل مصير لبنان على المحك حين تلته أحداث ومنعطفات تاريخية في حياة اللبنانيين، أهمها إنهاء الوجود السوري على أراضيهم.
اتهامات مبطنة وعلنية وجهت للنظام السوري بالوقوف وراء اغتيال الحريري، بعد عقود من الاغتيالات، بدأت في ثمانينيات القرن الماضي، وطالت شخصيات سياسية وإعلامية لبنانية جمعها موقفها المناهض لـ “الوصاية السورية” على لبنان، بدءًا من رئيسي الجمهورية بشير جميل ورينيه معوض، وانتهاءً بمستشار الحريري الابن، محمد شطح، عام 2013.
إلا أن النظام السوري أنهى وجوده في لبنان بعد أقل من شهرين على اغيتال الحريري، إثر نشاط شعبي طالب بإنهاء “الوصاية السورية” وباستقالة قادة الأجهزة الأمنية، الذين كانوا على علاقة متينة بنظام الأسد، لتبقى صورة الوجود السوري قائمة في البلاد على هيئة “حزب الله” اللبناني، الذي هيمن على مفاصل الحياة السياسية والأمنية اللبنانية.
بعد تسعة أعوام على الاتهامات التي عززت الانقسامات السياسية بين الأحزاب اللبنانية، على خلفية اغتيال رئيس الوزراء، بدأت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان عملها، وتحديدًا في كانون الثاني 2014، ولم تنته تحقيقاتها حتى الآن.
ورغم السرية التامة التي تتبعها المحكمة الدولية، إلا أنها أعلنت عن بدء محاكمة أربعة أشخاص “غيابيًا”، يعتقد أنهم أعضاء في “حزب الله”، الأمر الذي ينفيه الأخير بشدة، مطالبًا بمحاسبة “القتلة الحقيقيين”.
وأصدرت المحكمة مذكرات توقيف غيابية بحق كل من سليم عياش وحسين عنسي وأسعد صبرا، المنتمين إلى الحزب اللبناني، بالإضافة إلى مصطفى بدر الدين، القيادي اللبناني الذي قتل إثر انفجار قرب مطار دمشق الدولي، في أيار 2016، وسط قناعة دولية بصعوبة القبض على المذكورين حال ثبت تورطهم.
اليوم، وبعد أربع سنوات على بدء المحاكمات في اغتيال الحريري، ووصولها إلى مرحلتها النهائية، وفق ما قالت المتحدّثة باسم المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، وجد رمضان، لوكالة “الأناضول”، أصبح الكشف الرسمي عن هوية المتورطين “قاب قوسين أو أدنى”.
فيما أعلن الحريري الابن، الذي تولى مهمة والده بتسلمه رئاسة وزراء لبنان، عن تمسكه بنهج وخط وتوجهات الحريري الأب، مصرًا خلال اجتماع مع قادة “كتلة المستقبل” أمس، على دعم المحكمة الخاصة بلبنان “من أجل كشف الحقيقة وإحقاق العدالة وتكريس مبدأ عدم إفلات المجرمين من العقاب”.
سعد الحريري، الذي يقود نهجًا معاديًا لـ “حزب الله” اللبناني وللنظام السوري، استطاع صنع مكانة سياسية له في لبنان برئاسته للحكومة اللبنانية التي قادها والده قبله.
الحريري استذكر والده اليوم، ونشر صورة تجمعه به، كتب عليها “كل يوم أنت معي”.
وتأسست المحكمة الدولية الخاصة بلبنان عام 2007 بقرار من مجلس الأمن الدولي، بطلب من الحكومة اللبنانية لمحاكمة المسؤولين عن التفجير الذي أودى بحياة رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري، وفي كانون الثاني عام 2014 بدأت بمحاكمة المتهمين في عملية الاغتيال.
–
كل يوم انت معي ❤ pic.twitter.com/Izp0srSqiI
— Saad Hariri (@saadhariri) February 13, 2018
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :