الشهادات الدراسية لهذا العام في ظل ثورة كشفت المستور
جريدة عنب بلدي – العدد 21 – الأحد – 24-6-2012
والطلاب يتساءلون: أين حقوقنا المسلوبة ؟؟
يجلس الطالب لعامٍ كاملٍ على مقاعد الدراسة يكدّ ويتعب ويبذل قصارى جهده من أجل أن يكون في نهاية العام بين المتفوقين، وترى بعضًا من أصدقائه «الطلبة» يمضون عامهم بالتسلية وإضاعة الوقت غير مكترثين بدراسةٍ أو متابعةٍ ولا يبذلون إلا القليل من الجهد. وتكون المفاجأة في نهاية العام حين تجد أن هؤلاء الذين أمضوا وقتهم بالتسلية واللعب قد حصّلوا من العلامات أكثر ممن درس واجتهد فتكون الصدمة للكثيرين وتبدأ التساؤلات: كيف حصل ذلك؟ ومن أين لك هذا؟
نتوقف هنا مع بعضٍ مما جرى ويجري في داخل قاعات الامتحانات وقُبيل الدخول إلى الامتحان…
تقول الطالبة س ع: في إحدى القاعات الامتحانية جاء المراقب إلى طالبة متفوقة وقد أنهت الإجابة عن جميع الأسئلة بشكل وافٍ فما كان منه إلا أن أخذ ورقتها وبدأ يعطي الإجابات لطالبةٍ أخرى !!
وفي مركز امتحاني آخر يروي الطالب ع ن ما حدث أمامه: أحد الطلاب كان منهمكًا بالكتابة وإذا بأحد المراقبين ويصرخ به: ماذا تفعل؟ وينادي عنصرَ الأمن الذي ينهال بالضرب المبرح على الطالب دون أن يعلم أي منهما الذنب الذي اقترفه الطالب!! بعد ذلك يُسمح للطالب بالعودة إلى القاعة ليتابع امتحانه (إن بقي في عقله شيء ليكمله!!) وإذا بالطالب يمزق ورقة الإجابة وبطاقته الإمتحانية ويخرج من القاعة مذهولًا ..
كثير من الطلاب أكدوا أنهم وقُبيل الدخول إلى قاعة الامتحان كانوا يسمعون بعض الطلاب وهم يتناقشون في أسئلةٍ معينة وأنهم تفاجأوا عندما رأوا نفس الأسئلة على ورقة الامتحان أي أن الأسئلة كانت تُسرب لبعض الطلاب. يتباهى أحد الطلاب بأنه قد اشترى أسئلة مادة العلوم بـ 25 ألف ل.س!!
في ظل هذا النظام الفاسد لا يكون واقع الامتحانات هذا أمرًا مستبعدًا، فدولة لا تعترف بالقانون ولاتطبقه رغم أنها هي التي أصدرته وفي ظل نظام قضائي تفشى فيه الفساد، وحين يكون المسؤول غير مسؤولٍ عن حالات الفوضى واللامبالاة هذه، كل ذلك يساعد على انتشار هذه الظاهرة لتصبح عادةً من عادات المجتمع.
إن ما يجري بهذه الطريقة ظلم وفساد وتناقض مع أبسط الحقوق ومع مبدأ تكافؤ الفرص لذا ينبغي علينا جميعًا رفض هذه المهزلة وفضح ما يحصل والمطالبة بعدم الاعتراف بنتائج هذه الامتحانات والشهادات الناجمة عنها كما وينبغي إعادة الامتحان بدورة نزيهة بعيدة عن الغش والتزوير. ولكن هيهات هيهات أن يصلُح شيء في ظل هذا النظام فقد باتت أوراق النظام جميعها مكشوفة للورى وهاهم طلاب سوريا الأحرار يصدرون بيانًا يقولون فيه «وهاهي قاعات الامتحان شبه خالية إلا من مؤيدي النظام من منحبكجيته وأبناء طائفته! ولا يوجد فيها سوى القليل من أبنائنا لأن البقية هم شهداء وجرحى أو أنهم رهن الاعتقال التعسفي ومنهم من هو ملاحق أمنيًا…. أليس من العدل أن نعطي هؤلاء حريتهم والأمن والأمان ليكونوا على مقاعد الامتحان مثلهم في ذلك مثل البقية».
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :