تترقب الصحف الورقية ما ينتظرها في ظل التطور التكنولوجي الذي وصلت إليه وسائل الإعلام وغرف الأخبار، ليتحدث مدير أبرز الصحف الورقية في العالم عن عشر سنوات قد تستمر فيها حياة الصحيفة المطبوعة.
وفي لقاء أجرته شبكة “CNBC” اليوم، الثلاثاء 13 شباط، قال المدير التنفيذي لصحيفة “نيويورك تايمز”، مارك تومسون، إن الصحافة المطبوعة قد تستمر إلى عشر سنوات من الآن، مشيرًا إلى إجراءات تقوم بها “نيويورك تايمز” لتقييم الطلب على الطباعة.
وأضاف تومسون “أعتقد أن ما لا يقل عن عشر سنوات هو ما يمكن أن نراه في الولايات المتحدة لمنتجاتنا المطبوعة”.
وأوضح أنه يرغب في أن تبقى النسخة المطبوعة “على قيد الحياة والازدهار طالما استطاع”، لكنه اعترف أنها قد تواجه تاريخ انتهاء الصلاحية، معتبرًا أن ذلك يتقرر وفق الاقتصاد.
وتعتبر الصحيفة من أهم الجرائد العالمية، واستطاعت أن تحصد منذ تأسيسها 122 جائزة “بوليتزر” للصحافة، لتتصدر بذلك المركز الأول في عدد الجوائز مقابل الجرائد العالمية.
ولقبت بـ”السيدة الرمادية”، وهي تعتبر من أكثر الصحف تأثيرًا في العالم، وتنشر من قبل سولسبيرغ الابن، وتوزّع في جميع أنحاء العالم، وهي ملك لشركة “نيويورك تايمز” التي تسهم بنشر 15 صحيفة أخرى، منها “الهيرالد تريبيون إنترناشيونال”، و”بوسطن غلوب”.
وقال تومسون إن “الشيء الرئيسي بالنسبة لنا هو أننا نتحرك”.
وأضاف “خطتنا هي أن نخدم المشتركين في خدمة الطباعة طالما استطعنا ذلك، ولكن في الوقت نفسه نركز على بناء الأعمال الرقمية، حتى يكون لدينا شركة ناجحة متنامية وعملية إخبارية ناجحة بعد فترة طويلة من الطباعة”.
وكانت صحيفة “وول ستريت جورنال” أعلنت في أيلول 2017 الماضي التوقف عن طباعة النسخ الورقية منها، وذلك بعد أشهر من تخفيض إنتاج الصحف الورقية خارج الولايات المتحدة بسبب تراجع الإعلانات لصالح الصحافة الرقمية.
وإلى جانبها أيضًا أوقفت صحيفة “الإندبندنت” البريطانية المرموقة نسختها المطبوعة العام الماضي بعد 30 عامًا من إصدارها معلنةً المستقبل للمجال الرقمي، واختتمت الصحيفة إصدارها الورقي بعبارة “اليوم توقفت المطابع وجفّ الحبر وقريبًا لن يُصدر الورق حفيفًا”.
كما أوقفت مجلة “نيوزويك”، والتي تعد من أهم وسائل الإعلام الأمريكية، ويزيد عمرها عن 80 عامًا، نسختها الورقية أواخر العام 2012، لانخفاض عائدات الإعلان، قبل أن تعاود الصدور ورقيًا في آذار 2014.
وتعاني الصحف الورقية من أزمة وجود كبرى رغم النجاحات الكبيرة التي حققتها في مجال الإعلام على مدار ثلاثة قرون.
وتحولت كبرى وسائل الإعلام العالمية إلى الساحة الرقمية لنقل المحتوى، بحثًا عن تكاليف أقل وجمهور أكبر، لا سيما مع ظهور وسائل التواصل الاجتماعي كمصدر للمعلومات عند شريحة واسعة من الجمهور.
–