“A ghost story”.. هكذا يتحسر الأشباح على حياتهم الماضية
يترك فيلم “A ghost story” (قصة شبح) الأثر الأكبر بعد الانتهاء من معاناة مشاهدته لساعة ونصف كاملة، تلك المعاناة التي لا بد منها، ولا مفرّ لأي إنسان منها.
لكن الأثر الذي يتركه الفيلم ليس مرعبًا بالمعنى السينمائي لمحبي هذا النوع على الإطلاق، إنما شعور بحزنٍ أسود يخيم على الإنسان الخائف من الوحدة والموت والنسيان.
يُقدم مخرج وكاتب العمل ديفيد لوري رؤيته لمشاعر الحسرة التي يقع بها الأحياء والأموات بعد الفراق الأخير والأبدي، وبينما ينزع الإنسان للاستمرار في حياته، يظهر الشبح العاجز عن محاربة نسيانه من قبل أحبائه.
يروي الفيلم قصة زوجين شابين، جسد دورهما كايسي أفليك وروني مارا، كانا على وشك الانتقال من منزلهما، قبل مقتل الزوج بحادث سير مفاجئ، ليظهر من جثته الشبح “الرومانسي”، المراقب لزوجته الحزينة التي تصارع من أجل التوازن والاستمرار.
بالنسبة لمحبي الحوارات لن يعجبهم الفيلم على الأغلب، فالتركيز بالنسبة للقائمين على العمل كان على الصورة والموسيقى، ما نتج عنه مشاهد طويلة وثابتة كان الغرض منها نقل ثقل الوقت الذي يعيشه الشبح وزوجته للمتفرجين.
ويمكن تقسيم الفيلم إلى جزأين: الأول يقدم صورة عامة غير واضحة، تتخللها أحداث مريبة كتلك التي ترافق المنازل المسكونة، والجزء الثاني يقدم تفسيرًا لهذه الظواهر من خلال قصة الزوج الذي تحوّل بدوره إلى شبح.
هذا الأسلوب أعطى الفيلم بعدًا فنيًا ممتعًا من خلال التلاعب بتقاطع الزمان والمكان، بالإضافة إلى بصمته الشعرية البصرية العميقة.
وبالرغم من الأسلوب الغريب للفيلم، والمغامر بتقديم مشاهد صامتة وثابتة وطويلة، إلا أنه لقي استحسانًا عالميًا ونقدًا إيجابيًا، مكّنه من تحقيق أرباح طائلة مقارنةً بميزانية إنتاجه.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :