أثار حكم نادر من نوعه لقاضية لبنانية على شبان أساؤوا لتمثال “السيدة مريم العذراء” بحفظهم سورة “آل عمران” من القرآن الكريم ردود فعل مؤيدة.
وأشاد لبنانيون من مختلف المكونات أمس، الأحد 12 شباط، بحكم القاضية، جوسلين متى، خلال نظرها بقضية ثلاثة شبان مسلمين تتراوح أعمارهم بين 16و18 عامًا، دخلوا كنيسة وأساؤوا لتمثال “السيدة مريم العذراء”، بحفظهم سورة “آل عمران” كشرط لإطلاق سراحهم.
القاضية قالت عند نطقها بالحكم إنها لم تجد أفضل من أن تطلب منهم حفظ قسم من القرآن الكريم من سورة آل عمران “ليتعلموا تسامح الدين الإسلامي ومحبته للسيدة العذراء”.
وأردفت “القانون مدرسة وليس سجنًا فقط”.
وعلى موقع “تويتر” تفاعل مغردون بينهم سياسيون مع وسم #جوسلين_متى مشيدين بفهمها للقضاء على أنه وسيلة للتوجيه وليس للثأر والقصاص.
رئيس الوزراء اللبناني، سعد الحريري، وجه شكره للقاضية عبر حسابه الخاص على “تويتر”، واصفًا الحكم بأنه قمة في العدالة وتعليم المفاهيم المشتركة بين المسلمين والمسيحيين.
تحية لقاضي التحقيق في الشمال الرئيسة #جوسلين_متى. حكمها على الشبان في قضية السيدة مريم، وإلزامهم بحفظ سورة آل عمران من القرآن الكريم، قمة في العدالة وتعليم المفاهيم المشتركة بين المسلمين والمسيحين.
— Saad Hariri (@saadhariri) February 10, 2018
رئيس الوزراء اللبناني السابق، نجيب ميقاتي، وصف الحكم بالمثال الذي يحتذى في الأحكام القضائية الإصلاحية المبنية على التسامح والتثقيف الديني الصحيح واحترام الآخرين.
احيي القاضية جوسلين متى على القرار الذي اصدرته باستبدال عقوبة السجن لشبان اساءوا للسيدة العذراء بحفظ ايات تكرّمها في القرآن الكريم، وهو مثال يحتذى في الاحكام القضائية الإصلاحية المبنية على التسامح والتثقيف الديني الصحيح واحترام الآخرين، وتحويل مجريات الأمور من سلبية إلى إيجابية.
— Najib Mikati (@Najib_Mikati) February 10, 2018
رئيس الجمهورية اللبنانية السابق ميشال سليمان وصف الحكم بالنهج الجديد النوعي والمميز.
نهج جديد يبدأه القضاء مع الحكم النوعي المميز الذي اصدرته القاضية جوسلين متى على شبان اهانوا الاديان بوجوب حفظ مقاطع من القرآن تتعلق بالسبدة العذراء
— Michel Sleiman (@SleimanMichel) February 10, 2018
رئيس بلدية جبيل السابق زياد حواط غرد قائلًا إن “الحكم تأكيد على وجوب العيش المشترك واحترام الآخر بمعتقداته وانتماءاته”.
هنيئا للبنان بقضاة يأخذون القضاء وسيلة للتوجيه وليس للثأر والقصاص، على أمل أن تؤخذ القاضي #جوسلين_متى مثالا أعلى لمثل هذا النوع من الأحكام التأديبية، فمن خلال حُكمها بحفظ آيات من القرآن الكريم للسيدة العذراء، تأكيد على وجوب العيش المشترك واحترام الآخر بمعتقداته وانتماءاته.
— Ziad Hawat (@ziad_hawat) February 10, 2018
وتنص المادة التاسعة من الدستور اللبناني على أن “حرية الاعتقاد مطلقة، والدولة بتأديتها فروض الإجلال لله تعالى تحترم جميع الأديان والمذاهب، وتكفل حرية إقامة الشعائر الدينية تحت حمايتها، على أن لايكون في ذلك إخلال بالنظام العام”.
ويُعاقب بالحبس من ستة أشهر إلى ثلاث سنوات كل من أقدم على تحقير الشعائر الدينية التي تمارس علانية أو حث على الازدراء بإحدى تلك الشعائر، وفقًا للمادة 474 من قانون العقوبات.
–