“سيادة” إيران في سوريا على المحك
عنب بلدي – وكالات
لم يعلُ صوت إسرائيل على النظام خلال أعوام الثورة السورية، كما علا على إيران، وبدت “الخروقات” الإسرائيلية لأجواء سوريا، والضربات العسكرية المتكررة موجّهة في الغالب لمستودعات الأسلحة الإيرانية التي يستخدمها “حزب الله” اللبناني في سوريا.
أما النظام السوري فلم يتردّد يومًا في توعّد إسرائيل، محتفظًا بـ “حق الرد”، الذي ترجمه السبت، 10 شباط، إلى حقيقة للمرة الأولى، قبل أن ينقلب على مقراته ومقرات إيران العسكرية بعشرات الصواريخ الإسرائيلية.
وكان فتيل “المواجهة” اشتعل بعدما اخترقت طائرة إيرانية دون طيار المجال الجوي لإسرائيل من الأجواء السورية، ما دفع سلاح الجوي الإسرائيلي إلى قصف أهداف إيرانية في سوريا.
دفاعات الجو في سوريا، استهدفت بدورها طائرة إسرائيلية، ما أدى إلى إسقاطها فوق الأراضي الفلسطينية.
واتجهت الأمور خلال الساعات اللاحقة إلى تصعيد عسكري كبير وصفته قيادة الجيش الإسرائيلي بأنه “أقل من حرب وأكثر من مواجهة”، وتوعّدت بتكبيد من يهدد أمنها “ثمنًا باهظًا”، مع توجيه الاتهامات إلى النظام وإيران بالتصعيد.
وشنت طائرات إسرائيلية غارات جوية على مواقع حيوية في سوريا شملت وحدة تابعة للحرس الجمهوري في قوات الأسد بدمشق، بحسب ما أعلنت القناة العاشرة الإسرائيلية، كما شنت غارات جوية على محيط الديماس بريف دمشق، وفق إعلان من النظام السوري رسميًا، بينما نقلت وسائل إعلام محلية أن الغارات شملت أيضًا مطار “التيفور” العسكري بريف حمص.
أما المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، فأعلن أن سلاح الجو الإسرائيلي استهدف ثلاث بطاريات دفاع جوي سورية من نوع ” sa-5″، ” sa-17″، بالإضافة إلى أربعة أهداف إيرانية في منطقة الفرقة الرابعة قرب دمشق.
من جانبه، صادق رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، على استمرار العلميات العسكرية في سوريا وضرب أهداف في العمق السوري.
إلى جانب التصعيد العسكري، تبادل المسؤولون الإسرائيليون والإيرانيون اتهامات متبادلة بالكذب بعد نفي إيران اختراق إحدى طائراتها للمجال الجوي لإسرائيلي.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، بهرام قاسمي، إن “إيران تؤمن أن لسوريا الحق في الدفاع المشروع عن النفس، ومن أجل التغطية على جرائمهم في المنطقة، يلجأ القادة الإسرائيليون إلى أكاذيب ضد الدول الأخرى”.
أما أدرعي فنشر تسجيلًا “يكذب الادعاءات الإيرانية حول خرق الأجواء الإسرائيلية”، حسب تعبيره، وقال “خلافًا للأكاذيب الإيرانية والسورية، فيديو من إسقاط الطائرة الإيرانية دون طيار التي خرقت الأجواء الإسرائيلية، واستهداف عربة السيطرة عليها في العمق السوري”.
وتأتي الضربات الإسرائيلية لمواقع عسكرية إيرانية استراتيجية في الوقت الذي يتراجع فيه دور إيران في سوريا، بضغط من روسيا الراغبة بالاستفراد بالملف السوري، و”تحجيم الدور الإيراني”.
وكان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، التقى نهاية كانون الثاني الماضي برئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، لبحث الوجود الإيراني في سوريا، و”منحه الضوء الأخضر” لاستهداف القواعد الإيرانية العسكرية في سوريا، وفق تقارير إعلامية.
فيما تشدّد إسرائيل على عدم السماح لإيران بترسيخ وجودها على حدودها الشمالية، أي في الجنوب السوري.
ويثير التصعيد الإسرائيلي الأخير تساؤلات حول ما إذا كان إعلانًا جدّيًا لتقليص النفوذ الإيراني العسكري في سوريا أم مجرد اختبار، في الوقت الذي لم تبدِ فيه روسيا موقفًا واضحًا تجاه الضربات الإسرائيلية واكتفت بدعوة “جميع الأطراف إلى ضبط النفس”.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :