ملعب العباسيين لم يعد لكرة القدم
عنب بلدي – خاص
يبدو أن المهمة التي أوكلت إلى المدرب الألماني بيرند ستينج لتولي الإشراف على المنتخب السوري لكرة القدم لن تكون سهلة، خاصة مع الجولة الأولى للمدير الفني الجديد على الملاعب في سوريا، لم تشمل ملعب العباسيين الملعب الأكبر في العاصمة دمشق.
ومن الواضح أن عقبة كبيرة سيواجهها المدرب في مغامرته الجديدة بما يتعلق بالعقوبات الاقتصادية المفروضة على الاتحاد الرياضي السوري، إضافة إلى المخاوف الأمنية التي تمنع إجراء مباريات في الملاعب السورية، وفرض لعب مباريات المنتخب خارج الحدود في ملاعب محايدة.
وفي هذا الإطار، لم تسلم المنشآت الرياضية، كغيرها من المؤسسات السورية، من تحويلها إلى ثكنات عسكرية وخاصة القريبة من مناطق سيطرة المعارضة، وكان ملعب العباسيين الأكبر في العاصمة السورية دمشق إحدى هذه الثكنات، حيث نشرت صفحات محلية تسجيلًا مصورًا من داخل الملعب يظهر تحويل أرضيته إلى دشم ومتاريس إضافة لتخريب مدرجاته وأسواره.
ومع بدء العملية العسكرية على أحياء شرقي العاصمة أصبح الملعب نقطة قصف تستهدف حي جوبر الملاصق له وللغوطة الشرقية بعد أن ثبتت قوات الأسد على أرضيته العشبية مدفعيتها الثقيلة.
كان العباسيين مصدر إزعاج لجيرانه في كل يوم جمعة، وخاصة بعد المباريات التي تجمع فرق العاصمة، لكن أصوات المدافع المنبعثة منه تزعجهم حاليًا بشكل يومي ولكن لا مشتكين.
ولعل الكثير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي وجدوا في المنتخب السوري فرصة لجمع السوريين ولو بالرياضة، إلا أن آخرين اعتبروا أن الأهازيج التي يغني بها عناصر قوات الأسد على مدرجات ملعب المنتخب الرئيسي فرقتهم وقتلت الآلاف.
يعتبر “العباسيين” أكبر ملعب بالعاصمة السورية دمشق، ورابع أكبر ملعب في سوريا، وثاني أقدم ملعب في دمشق بعد الملعب البلدي، إذ يعود تاريخ بنائه إلى أواخر عام 1957.
وعندما بني “العباسيين” كان الملعب “البلدي” مخصصًا للمباريات الرسمية في كرة القدم للمنتخب الوطني وأندية العاصمة، كالنادي الأهلي، بمسماه اليوم “المجد”، ونادي “الجيش”.
في حين كان ملعب العباسيين مخصصًا لألعاب القوى حتى عام 1967، وحين أقيمت “دورة الألعاب العربية الخامسة” في دمشق بدأ تجديد الاستاد الذي لم يكن يتسع لأكثر من عشرة آلاف شخص حينها، فغطي مضماره الرملي بالعشب الصناعي (التارتان)، وجهز بصالات رياضية وفندق تحت مدرجات المتفرجين.
وبعد دورة “الألعاب العربية الخامسة” هُدم الملعب البلدي، الذي يقع شرق مدينة المعارض القديمة بالقرب من ساحة الأمويين، فاعتمد “العباسيين” كملعب مخصص للمباريات الرسمية.
يمتد الملعب على مساحة 60 ألف متر مربع ضمن المدينة الرياضية التي تبلغ مساحتها 100 ألف متر مربع، أما الملعب المخصص للعب تبلغ أبعاده 105 متر طولًا، وبعرض 70 مترًا، مجهز بالعشب الطبيعي ومحاط بمضمار من العشب الصناعي، والمدرجات مجهزة بالإسمنت المسلح، مبنية على طابقين علوي للمتفرجين وداخلي لغرفة الإدارة والخدمات وصالات التدريب.
التجديد الأخير كان في 2010 بعد أن ركبت إدارة الملعب كراس جديدة للمتفرجين، لتحصر سعته القصوى بـ 30 ألف متفرج بحسب أرقام غير رسمية.
الملعب يدار عبر ثلاث إدارات، الأولى فرع الاتحاد الرياضي في دمشق والتي تهتم بالمباريات والرياضين والجماهير وأمور تتعلق بالأندية وتعهدات إقامة المواجهات، والثانية هي المسؤولة عن البناء والأرضية العشبية والصالات الداخلية والمدرجات وأمور لوجستية أخرى تتعلق بالمنشأة.
أما الإدارة الثالثة فليس لها علاقة بالشأن الرياضي لا من قريب ولا من بعيد، فهي تدير العمليات العسكرية على حي جوبر بالإضافة إلى أنها تدير إحداثيات القصف المدفعي الذي يستهدف الغوطة الشرقية، وسط حديث من الاتحاد الرياضي عن ترميم المنشآت الرياضية وإعادة تفعيلها.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :