عنب بلدي – خاص
يعمل فريق من 20 شخصًا ضمن حملة “حماية” منذ قرابة شهرين، سعيًا لنشر ثقافة الدفاع المدني في الرقة، التي تشهد اليوم حركة إعادة إعمار أولية ينفذها “مجلس الرقة المدني” التابع لـ “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، بدعم مباشر من الولايات المتحدة الأمريكية.
أعاد “مجلس الرقة المدني” هيكلة أعضائه، 17 كانون الثاني الماضي، بعد إعلان تشكيله في نيسان من عام 2017، من قبل “قسد” التي سيطرت على محافظة الرقة بالكامل، في تشرين الأول الماضي. وتنسق “قسد” مع التحالف الدولي لإعادة تأهيل وترميم الجسور المدمرة في مدينة الرقة، كما تسعى دول مختلفة للإسهام في إعادة إعمار المحافظة. |
وتستمر النشاطات التي تتضمنها الحملة حتى اليوم، وفق حسن شعيب، المشرف العام عليها، ويعزو في حديثه لعنب بلدي سبب إطلاقها إلى “معارك الرقة خلال الأشهر الستة الماضية، التي خلفت دمارًا واسعًا في المباني السكنية والمنشآت الحكومية، إلى جانب المستشفيات والنقاط الحيوية في ظل سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية”.
ما لاحظه الفريق كان الانتشار الكثيف للألغام التي خلفها التنظيم في المنطقة، ويرى أن هناك نقصًا في مستوى التأهب لحالات لطوارئ والكوارث، وغيابًا لفرق الدفاع المدني المتخصصة، “ما نتج عنه كارثة إنسانية حقيقية في المدينة وريفها تستدعي التدخل المباشر”، بحسب شعيب.
نشاطات عدة تتضمنها الحملة، معتمدة على نشر ثقافة الدفاع المدني بين المواطنين، والتأثير على صناع القرار لتشكيل منظومة تستطيع التدخل السريع، وفق تعبير مسؤولها، الذي يوضح أن الفريق “يتواصل مع صناع القرار في المنطقة من خلال اجتماعات دورية تجري بشكل منظم، إلى جانب التشبيك مع المنظمات الطبية والمحلية للاستفادة من الكوادر في نشر الثقافة”.
تتنوع النشاطات بين التوعية العامة والجلسات التثقيفية، من ضمنها طباعة كتيبات عن أهمية الطرح للمنطقة، وحقق الفريق مخرجات أولية تمثلت بتشكيل لجنة للدفاع المدني تابعة لـ “مجلس الرقة المدني”، ويردف المسؤول “هدفنا كان تسليط الضوء على ضرورة الأمر”.
ويسعى الفريق ضمن خطته خلال شباط الجاري وآذار المقبل، للعمل مع اللجنة على توسيع نطاق نشر الثقافة، بحسب شعيب.
منظومة عمل أساسية
يقول نور النجم، من أهالي الرقة، إن حملة “حماية” يمكن اعتبارها جزءًا من المساعي لتشكيل منظومة الدفاع المدني، “الأساسية لخدمة الأهالي في ظل انتشار الألغام ومعوقات الحياة الأخرى في الوقت الحالي”.
ويرى أنه من الضروري تشكيل “هيئة مختصة أهلية محلية تعالج المشكلات وتقدم الحلول الإسعافية”، معتبرًا أن “المنظومة تستطيع أن تؤمّن جزءًا كبيرًا من هذا الأمر”.
بدوره حضر علي من الرقة، ثلاث جلسات توعية حول الإسعاف الأولي ضمن حملة “حماية”، ويقول لعنب بلدي إنه تعلم التعامل مع حالات الطوارئ الأولية، كالكسور والحروق والوقاية داخل المنزل.
ويعتبر أن الحملة “مهمة للتوعية في مجالات الحياة اليومية على الأقل، بعد غياب أي مظاهر لها لفترة طويلة في ظل المعارك”.
يقول الفريق، حديث التشكيل، إنه يعمل بموارده المحلية والتشبيك مع الجمعيات، إلى جانب استثمار مخرجات المشاريع، والعلاقات التي يبنيها خلال العمل.