“رايتس ووتش”: “أسايش” أعدمت جماعيًا عناصر من تنظيم “الدولة”
أصدرت منظمة “هيومن رايتس ووتش” الحقوقية تقريرًا يتضمن أدلة جديدة تشير إلى أن عناصر من فرع “أسايش” غرب دجلة، التابعة لحكومة إقليم كردستان العراق، نفذوا إعدامات جماعية بحق معتقلين من تنظيم “الدولة الإسلامية”.
ودعت المنظمة في تقريرها الذي أصدرته أمس، الجمعة 9 شباط، السلطات القضائية التابعة لحكومة الإقليم، للتحقيق فيما صفتها بأنها “جرائم حرب”، ومحاكمة المتورطين بشكل عاجل وشفاف، حتى من هم في أعلى درجات المسؤولية.
وأظهر تقرير مصور للمنظمة أدلة على أنه في الفترة ما بين 8 آب و3 أيلول عام 2017، قامت قوات “أسايش” بإعدامات جماعية بحق عشرات المعتقلين الذي استسلموا لها.
وحددت المنظمة ما بدت أنها مقبرة جماعية دفنت فيها “أسايش” بعض الجثث بعد الإعدام، وذلك بالاستناد إلى عنصر أمني متقاعد و6 من سكان القرية المجاورة.
وأوضحت أن من بين المحتجزين عراقيين وأجانب، كانوا يتواجدون في مدرسة بقرية سهل الملحة، 70 كيلومتر شمال غرب الموصل، قبل أن يُنقلوا إلى سجن شليكية، وهي قرية تبعد 45 كيلومترًا، ثم إلى موقعين في بلدة زُمار المجاورة، حيث تم إعدامهم.
وأشارت المنظمة إلى أن المقبرة الجماعية تقع داخل منطقة فيضان خزان سد الموصل، ولذلك يجب السماح لخبراء الطب الشرعي الدوليين على نحو عاجل بإخراج الرفات من الموقع، قبل أن تغطي الأمطار الموسمية الخزان مرة أخرى، فتغمر المقبرة الجماعية، وتعقد عملية التعرف على الجثث.
منسق التوصيات الدولية في حكومة إقليم كردستان العراق، ديندار زيباري، نفى من جهته عمليات الإعدام.
وقال نقلًا عن مدير “أسايش” إن قوات البيشمركة قاتلت تنظيم “الدولة” على جبهة تمتد لمسافة 71 كيلومترًا، واشتبكت مع عناصره أثناء محاولة بعضهم الفرار إلى سوريا.
وأضاف أن المعارك أسفرت عن مقتل العديد من عناصر التنظيم وأيضًا من قوات البيشمركة، مشيرًا إلى أنه من المحتمل أن تكون جثث عناصر التنظيم نقلت إلى مكان دفنوا فيه.
وعلقت المنظمة على تصريحات المسؤول الكردي بأنها غير كافية ولا تتوافق مع وضع الجثث التي عثر عليها، والتي كانت مصابة برصاص في الرأس، وفقًا للشهود.
لما فقيه، نائبة مديرة قسم الشرق الأوسط في هيومن رايتس ووتش، قالت من جهتها إن الأدلة توحي بأن قوات “أسايش” أعدمت جماعيًا أشخاصًا يُشتبه في انتمائهم إلى تنظيم “الدولة”، ليلة تلو الأخرى لمدة أسبوع، وهي بذلك ربما قتلت عشرات أو مئات المحتجزين الذكور.
ولم تتمكن المنظمة من مقابلة شهود على الإعدامات، لكنها استندت إلى أدلة أخرى تشير إلى أن قوات “أسايش” هي التي أعدمت مقاتلي التنظيم.
إذ تحدثت إلى عنصر أمني متقاعد حاليًا، كان على اتصال دائم بعناصر من “أسايش” أعلموه أنهم شاركوا في الإعدامات، كما قابلت سكانًا من قرية مجاورة.
وحلل الباحثون أدلة فيديو وصور فوتوغرافية، منها ما يحمل علامات جغرافية، بالإضافة إلى صور من الأقمار الصناعية، تظهر ما بدت أنها مقبرة جماعية حفرت بالجرافات يومي 5 تموز و3 أيلول.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :