حذرت منظمة الأمم المتحدة من تفشي العنف الجنسي في مراكز إيواء اللاجئين باليونان.
وأعلنت المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة أمس، الجمعة 9 شباط، عن تلقيها تقارير من 622 شخصًا العام الماضي، تفيد بتعرضهم لعنف جنسي في جزر يونانية.
وأوضحت المفوضية أن ثلث المشتكين تعرضوا لاعتداء من طالبي لجوء بعد وصولهم إلى الدولة الأوروبية.
المتحدثة باسم المفوضية، سيسيل بويي، توقعت من جانبها أن يكون العدد الحقيقي أعلى بكثير مما تم الإعلان عنه، نتيجة التردد الذي يرافق اللاجئين أثناء كشفهم عن أعمال عنف من هذا النوع، بالإضافة لمشاعر الخوف والخجل والقلق من التعرض إلى التمييز أو الانتقام.
وأضافت أنه لدى الأمم المتحدة صورة مجتزأة للغاية عن الواقع، بحسب تعبيرها.
وأبدت المفوضية قلقها البالغ من هذه الظاهرة، وأشارت بويي إلى أن أكثر الأماكن إثارة للقلق موجودة في مركزي الاستقبال والتعرف على الهويات الموجودين في مويرا بجزيرة ليسبوس، وفاثي بجزيرة ساموس، حيث يعيش آلاف اللاجئين في مكان غير مناسب ووسط إجراءات أمنية غير كافية.
ويضم هذه المركزين حاليًا نحو 5500 شخص، أي ضعف قدرتها الاستيعابية، وتتحول الحمامات والمراحيض ليلًا إلى أماكن لا يمكن للنساء والأطفال الاقتراب منها.
ولفتت بويي إلى أن الاكتظاظ يعرقل أنشطة التوعية والوقاية، مشيرة في الوقت نفسه إلى أن تسريع عمليات نقل اللاجئين إلى الأراضي اليونانية خفف بعض الشيء من هذا الاكتظاظ.
ودعت المفوضية الحكومة اليونانية إلى ضرورة اتخاذ إجراءات إضافية مثل توفير أماكن الإيواء المناسبة، والفصل بين الجنسين.
كما أكدت المفوضية عزمها على مواصلة العمل لدعم الحكومة اليونانية، في تعزيز استجابتها العملية وبناء القدرات لمنع العنف الجنسي، ولتحديد الضحايا وتوفير الخدمات وأماكن الإيواء الملائمة لهم.
وانخفض تدفق اللاجئين إلى اليونان بشكل كبير منذ توقيع تركيا مع الاتحاد الأوروبي اتفاقية لإعادة اللاجئين الذين يصلون إلى الجزر اليونانية لتركيا في عام 2016، والتي نصت أيضًا على أنه مقابل كل لاجئ سوري يعاد يتم توطين سوري مقابله في دول الاتحاد الأوروبي من مخيمات اللاجئين التركية.
والشهر الماضي اشتكت اليونان من أنها تحملت “عبئًا غير متناسب” من طلبات اللجوء إلى أوروبا عام 2017، لافتة إلى أنها استقبلت 8.5% من مجموع هذه الطلبات.
وسجلت اليونان 58661 طلب لجوء العام الماضي، مما يجعلها الأكثر استقبالًا للاجئين قياسًا إلى عدد سكانها الذي يبلغ نحو 11 مليون نسمة، وفق ما أفاد الجهاز الرسمي المسؤول عن شؤون الهجرة.
وشكل بحر ايجه نقطة عبور رئيسية للاجئين المتجهين إلى أوروبا، التي واجهت أسوأ أزمة لجوء في تاريخها منذ الحرب العالمية الثانية.