انشقت “جبهة أنصار الدين” عن “هيئة تحرير الشام”، التي كانت واحدة من أعمدة تأسيسها في كانون الثاني 2017، ما أبقى على ثلاثة فصائل ضمن “الهيئة” أبرزها “فتح الشام”.
وأظهر “ميثاق” نشرته “أنصار الدين”، الخميس 8 شباط، أنها “جماعة مستقلة إداريًا وتنظيميًا، ولا تتبع لأي جهة سواء كانت داخلية أو خارجية”، ما يعني أنها تركت التشكيل الذي يضمها وفصائل أخرى على رأسها “جبهة فتح الشام”.
ولم تعلق “هيئة تحرير الشام” على القضية، كما تواصلت عنب بلدي معها إلا أنها لم تلق ردًا.
وكانت خمسة فصائل مقاتلة في الشمال السوري أعلنت، 28 كانون الثاني 2017، اندماجها تحت مسمى “هيئة تحرير الشام”، وهي: “جبهة فتح الشام، حركة نور الدين الزنكي، لواء الحق، جيش السنة، وجبهة أنصار الدين”، بقيادة هاشم الشيخ (أبو جابر).
وبحسب بيان “أنصار الدين” الذي اطلعت عليه عنب بلدي، فإن الأخيرة “علاقتها مع الآخرين في الداخل والخارج، المدني منها والعسكري، تضبطها أحكام الشريعة الإسلامية، مع الأخذ بالسياسة الشرعية التي تحافظ على ثوابت الدين”.
واعتبرت نفسها “جزءًا من المشروع الإسلامي الساعي لإسقاط طاغية الشام، وجزءًا لا يتجزأ من الأمة الإسلامية”.
وكان قائد “الجبهة” واسمه الحركي “أبوعبد الله الشامي”، أعلن نهاية الشهر الماضي، استقالته من منصبه وتعليق عمله في “هيئة تحرير الشام”.
وأظهرت الأيام الماضية خلافات واسعة ضمن “تحرير الشام”، التي طاردت واعتقلت من اتهم بمحاولات إحياء تنظيم “القاعدة” في سوريا، وعلى رأسهم الأردني إياد الطوباسي (أبو جليبيب).
ويقول محللون إن “أنصار الدين” ببيانها أظهرت أنها تميل إلى “القاعدة”، التي فكت “جبهة النصرة” ارتباطها بها العام الماضي، وغيرت اسمها إلى “جبهة فتح الشام”.
وعصفت موجة من الانشقاقات بـ “الهيئة” أعادتها إلى نواتها الأولى، كرد مباشر على سلسلة التسريبات الصوتية التي سخرت من الشرعيين العاملين فيها، وأظهرت رؤية شخصية واحدة تدير كافة الأمور السياسية والعسكرية لها متمثلة بالقائد العسكري العام “أبو محمد الجولاني”.
وكانت آخر الانشقاقات انفصال تشكيل “جيش الأحرار”، أكبر الفصائل العسكرية في “تحرير الشام”، أيلول 2017، عقب انشقاق الشرعيين السعوديين عبد الله المحيسني ومصلح العلياني.
وجاء انشقاق “جيش الأحرار” بعد نحو شهرين، من إعلان “نور الدين الزنكي” انفصالها عن “الهيئة”، 20 تموز 2017.
وعزت “الزنكي” الانفصال حينها إلى “عدم تحكيم الشريعة التي بذلنا مهجنا والغالي والنفيس لتحكيمها، من خلال تجاوز لجنة الفتوى في الهيئة وإصدار بيان عن المجلس الشرعي دون علم أغلب أعضائه”.
وبموجب الانشقاقات بقيت ثلاثة تشكيلات ضمن “الهيئة”، متمثلة بكل من “فتح الشام”، “جيش السنة”، “لواء الحق”، إلى جانب بعض الكتائب الصغيرة.
–