توقفت معركة “الفاتحين” التي أطلقتها فصائل معارضة غربي درعا، في منطقة حوض اليرموك التي يسيطر عليها “جيش خالد بن الوليد”، المتهم بمبايعته تنظيم “الدولة الإسلامية”.
وعلمت عنب بلدي من مصدرين عسكريين في “الجيش الحر” اليوم، الثلاثاء 6 شباط، أن المعركة توقفت في الوقت الحالي، دون تحديد فيما إذا كانت ستعاود إطلاقها من جديد.
وقالت مصادر لدى بدء المعركة، في الأول من شباط الجاري، إن الجيش الإسرائيلي ساند فصائل من “الجيش الحر”، واستهدف بقصف صاروخي تل الجموع العسكري الخاضع لسيطرة “جيش خالد”، من منطقة تل الفرس في الجولان المحتل.
كما طال القصف محيط بلدة تسيل الخاضعة لسيطرة الفصيل “الجهادي”، واعترفت وسائل إعلام إسرائيلية بمشاركة الجيش في قصف تلك المناطق.
وقالت مصادر عسكرية في درعا لعنب بلدي، إن المعركة “أوقفت بأوامر إسرائيلية”.
وشرح أحدها أن العمل العسكري “كان من المفترض أن يستمر بالتمهيد لأربعة أيام، على أن تتقدم الفصائل بشكل نسبي، وصولًا إلى اليوم الخامس”.
“وكان مقررًا أن يشهد اليوم الخامس هجومًا على تلي الجموع وعشترة في المنطقة بشكل خاص”، وفق المصدر.
إلا أن المعركة لم تستمر إلا لساعات في ظل تمهيد خلال اليوم الأول (1 شباط)، وتوقفت منذ ذلك الوقت دون أي إيضاحات.
وقال المصدران إن جميع الأسلحة الثقيلة سحبت بالكامل، متضمنة الآليات، كما عادت الفصائل إلى مقارها الأساسية، وأكدا أن اليوم هو الثالث الذي يشهد هدوءًا تامًا في المنطقة، على اعتبار أنها شهدت بعد اليوم الأول استهدافات متقطعة.
ومع بدء المعركة كان التركيز على القصف الإسرائيلي واستخدام طائرات دون طيار، بينما مهدت الفصائل بقذائف الهاون وراجمات الصواريخ، وسط انتشار بري دون تحرك.
وفي بيان حصلت عليه عنب بلدي، بدأت المعركة بمشاركة كل من فصائل: “المجلس العسكري لبلدة تسيل”، “أحرار الشام”، “تجمع أحرار العشائر”، “لواء الكرامة”، “فرقة أحرار نوى”، “لواء الفاروق”، وفصائل “غرفة عمليات صد البغاة”.
إلى جانب: “تجمع الشهيد أبو حمزة النعيمي”، “تجمع الأحرار”، لواء “مجاهدي الفاروق”، “جيش الثورة”، “فرقة الحق”، “مجاهدي حوران”، “فوج المدفعية”، و”فرقة الشهيد جميل أبو الزين”.
وتوقع ناشطون من درعا أن سبب إيقاف المعركة، “عائد للضجة الإعلامية التي رافقت بدء المعركة، وحملات التخوين للفصائل بالعمالة لإسرائيل”.
إلا أن آخرين استبعدوا الأمر، على اعتبار أن “بدء العملية وتعقيدات الوضع في الجنوب واضحة، ولا يمكن أن لا تكون الحملات غير محسوبة فهي طبيعية”.
واعتبروا أن المعركة “تحمل هدفًا كبيرًا ويتمثل بالسيطرة على كامل حوض اليرموك”، ما يعني أن التجهيز لها يجب أن يكون منظمًا، لا أن تنتهي بعد ساعات من إطلاقها.
وتنفي إسرائيل بشكل دائم أي دعم لفصائل المعارضة، إلا أن محللين عسكريين يؤكدون التنسيق في ملف “جيش خالد” تحديدًا.
وسيطر الفصيل “الجهادي” على معظم بلدات حوض اليرموك، بعد أن شن هجومًا مباغتًا في شباط 2016، انتزع من خلاله بلدات وتلالًا أبرزها سحم الجولان وتسيل وتل الجموع.
ويتمركز مقاتلوه في مناطق حوض اليرموك وقرية جملة وعابدين الحدوديتين مع الجولان المحتل، إضافة لمنطقة القصير وكويا على الحدود مع الأردن.
ولم تنجح فصائل المعارضة من استعادة ما بحوزة الفصيل حتى اليوم، إلا أنها خاضت معارك كر وفر انتهت بمجملها لصالح “جيش خالد”، الذي اعتمد على تنفيذ الكمائن.
–