تصريحات إيرانية تنذر بخلاف مع روسيا في ملف إعمار سوريا
ألمح وزير الخارجية الإيراني، جواد ظريف، إلى انزعاج طهران من استحواذ روسيا على ملف إعادة الإعمار في سوريا في محاولة لإقصائها منه.
وقال ظريف في مقابلة مع “القناة الثانية” في التلفزيون الإيراني أمس، الاثنين 6 شباط، إنه “بإمكان روسيا وإيران أن تكمل إحداهما الأخرى في عملية إعادة الإعمار، وإن هنالك فرصًا واسعة لإعادة الإعمار في سوريا”.
واعتبر أن “حضور روسيا في عملية الاعمار لا يعني عدم حضور إيران”.
وأكد أن “الفرص متاحة لكل الدول وبإمكاننا وروسيا أن نكمل الآخر”، مشيرًا إلى أنه “لا حاجة لأن نكون متنافسين”.
تصريحات الوزير الإيراني اعتبرها البعض رسالة إلى موسكو التي تحاول إقصاءها من الملف، وتنذر بتصادم اقتصادي بين الطرفين.
ويأتي ذلك بعد حديث في الآونة الأخيرة عن وجود خلافات بين موسكو وطهران حول تقاسم حصص ما بعد انتهاء الحرب.
وبالرغم من تقارب وجهات النظر على الصعيد العسكري والسياسي للطرفين في سوريا، من خلال الدفاع عن النظام السوري ومحاربة تنظيم “الدولة الإسلامية”، إلا أن بوادر الخلاف حول ملف إعادة الإعمار بدأت تطفو على السطح، خلال الفترة الماضية.
تخوف مسؤولين إيرانيين من إقصاء طهران من ملف الإعمار لم يكن حديثًا، إذ بدأ مع التقارب الروسي الأمريكي، في 2016، وعندها أعرب مستشار خامنئي العسكري اللواء، رحيم صفوي، عن مخاوف إيرانية من اتفاق روسي- أمريكي لا يأخذ حصة إيران بعين الاعتبار.
إلا أن التخوف زاد عقب تصريحات نائب رئيس الوزراء الروسي، ديمتري روغوزين، الذي قال عقب لقائه الأسد في دمشق، في 18 كانون الأول الماضي، إن “قطاع الأعمال الروسي في سوريا يعد كل روبل، لأننا لا يجب أن نفكر في مصلحة البلدان الأخرى فقط، حتى لو كانوا من الأقرباء والأصدقاء”.
وأضاف “يجب أن نفكر الآن كيف نكسب الأموال لميزانياتنا، لمواطنينا والناس والذين ينتظرون أيضًا أي مكاسب من العمل الكبير لروسيا في سوريا”.
وعقب ذلك نشر موقع “تابناك” المقرب من “الحرس الثوري”، الشهر الماضي، تقريرًا حول تفاهم روسي- سوري لإقامة شراكة اقتصادية تقصي الشركات الإيرانية من إعادة الإعمار، وإلزام دمشق بالحصول على موافقة روسيا في حال أرادت طهران الاستثمار في سوريا.
التقرير سحب بعد دقائق، لكن صحيفة “قانون”، الإصلاحية المقربة من الحكومة الإيرانية، نشرت على إثره تقريرًا، في 19 الشهر الماضي، تحت عنوان “لا شيء.. حصة إيران من سوق الشام”.
وقالت الصحيفة إن “رئيس النظام السوري، بشار الأسد، أبعد اليد الإيرانية وإن عقود إعادة الإعمار تسجل لصالح الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين”.
واعتبرت الصحيفة أن من حق إيران أن تأخذ حقها من الملف ولو بالقوة، قائلة إن “الحق يؤخذ، ويجب ألا نسمح لبشار الأسد وأي شخص آخر، بتحقيق أهدافه المتمثلة في تقليم أظافر إيران وحذفها من مرحلة إعادة الإعمار في سوريا”.
ويرى متابعون أن هدف روسيا من إبعاد إيران من أجل مشاركة الدول الخليجية، وفي مقدمتها السعودية، في ملف الإعمار.
وكانت صحيفة “العرب اللندنية” نقلت عن مصادر روسية أن موسكو حصلت، خلال زيارة العاهل السعودي، سلمان بن عبد العزيز إلى موسكو، في تشرين الأول الماضي، على “وعود قوية بالمساهمة في إعادة إعمار سوريا ما بعد الحرب”.
وأشارت إلى أن الملك سلمان أبلغ الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أن الرياض لا يمكن أن تدفع بمليارات الدولارات لتصب في خدمة إيران، وأن أي حديث عن إعادة الإعمار يجب أن يكون بعد حل سياسي يكون فيه القرار بيد السوريين دون تدخل خارجي لفائدة أي جهة كانت.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :