أفرجت “هيئة تحرير الشام” عن القائد العام لـ “حركة حزم” المنحلة، أحمد الخولي (أبو عبد الله)، بعد ثلاثة أعوام على اعتقاله.
ونقلت وكالة “إباء” التابعة لـ “تحرير الشام”، عن مصدر في “الهيئة” أن الإفراج عن الخولي جاء بعد تلاشي مشروع “حزم” وعدم كفاية الأدلة القضائية بحقه فيما يخص قضية مقتل الشيخ يعقوب العمر، وتم الاكتفاء بمدة توقيفه.
وبارك قياديون في “الجيش الحر”، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، للخولي خروجه من المعتقل.
لماذا اعتقلته النصرة؟
وقال المصدر لوكالة “إباء”، إن “أبرز أسباب اعتقال الخولي كونه كان مسؤولًا عن ملف العلاقات الخارجية في (حركة حزم) وقتها، والتي لم تخف تبعيتها للأمريكان، وأيضًا التهمة الموجهة لهم باغتيال الشيخ يعقوب العمر”.
وكانت “جبهة النصرة”، التي غيرت مسماها وانضوت في “تحرير الشام”، اعتقلت الخولي وشنت معارك ضد فصيله أدت إلى استئصال الحركة، في شباط 2015، بذريعة تبعيتها لواشنطن.
وبثت تسجيلًا مصورًا لاعترافات الخولي باغتيال القاضي يعقوب العمر.
إلا أن “حركة أحرار الشام الإسلامية” بثت تسجيلًا مصورًا عقب اعتقال الخولي لأحد شرعييها، المدعو “أبو عبيدة”، اعترف فيه بضلوعه مع خلية تتبع لتنظيم “الدولة” باغتيال العمر.
واغتيل القاضي يعقوب العمر في آب 2014، إثر استهداف سيارته بعبوة ناسفة في ريف إدلب، وعرف عنه توسطه في حل الخلاف بين الفصائل، كما توسط في نزاعات جبهة “ثوار سوريا” و”النصرة” قبل القضاء عليها من قبل الأخيرة.
لا تجاوب مع المطالب
ولم تصغ “تحرير الشام”، بتسمياتها المختلفة على مدار فترة الاعتقال، لمطالب الإفراج عن القيادي من شرعيين وقياديين ومفكرين مناصرين للثورة.
وكان قائد عسكري في “الجيش الحر”، رفض ذكر اسمه، كشف لعنب بلدي أن الخولي معتقل في سجن “العقاب” التابع للهيئة في جبل الزاوية بريف إدلب.
وقال القيادي، في شباط 2017، “للوهلة الأولى لم أعرفه (الخولي)، كان نحيفًا ذا لحية كثة، لكنه بصحة جيدة”.
من هو أحمد الخولي؟
وكان الخولي من المؤسسين لكتيبة “الفاروق” التي نشطت ضد قوات الأسد في حي بابا عمرو الحمصي.
وانتقل “أبو عبد الله” بعد الإفراج عنه من قبل النظام إلى الشمال السوري، وشارك في عدة معارك في حلب وحماة وإدلب، ليشكل مع مجموعة من العسكريين كتائب “فاروق الشمال”.
تأسست حركة “حزم” في كانون الثاني 2014 من تحالف نحو 20 كتيبة وفصيلًا تابعًا “الجيش الحر”، في محافظات حلب وإدلب وحماة وحمص، أبرزها كتائب “فاروق الشمال”، و”فاروق حماة”، و”الفرقة التاسعة- قوات خاصة”.
ومنذ تأسيسها تلقت الحركة ولأول مرة سلاحًا أمريكيًا مضادًا للدروع من نوع “TAW”، وكان له دور إيجابيٌ في معارك ريفي إدلب وحلب.
فيما رحبت الولايات المتحدة والدول الغربية بتأسيسها واعتبرتها من أهم الفصائل “المعتدلة” في سوريا.
وأعلنت الحركة في آذار 2015 حلّ نفسها والانضمام إلى “الجبهة الشامية” في بيان صادرٍ عنها، على خلفية صراعها مع جبهة “النصرة” حينها، التي اقتحمت مقرها الرئيسي في الفوج 46 غرب حلب.