إمبراطورية المجانين الديمقراطية العليا لـ خطيب بدلة
يحاول القاص السوري خطيب بدلة، من خلال كتاب “إمبراطورية المجانين الديمقراطية العليا”، الربط بين وضع البلاد وما رآه في مستشفى للأمراض العقلية في زيارة وحيدة لها، وقد نشر قصصه التي تضمها هذه المجموعة في السنوات بين 2001 و2005.
وكان الفنان الكوميدي عمر حجو، قد اقترح عليه فكرة مسرحية عن المجانين خلال رحلة سفر جمعتهما باتجاه دمشق، إلا أن المشروع وبعد التحضير له لم يرَ النور، ليتولى بدلة مهمة إجراء المقاربة بين مجتمعاتنا “السوية”، وما عرفه من خلال التجربة عن مجتمع “المجانين” في مستشفى الدويرينة.
ويشبّه بدلة في مقدمة كتابه، الجنون بالصدق الذي يُعاقب عليه قائله حتى يكذب كما يريد المجتمع فيتوقف العقاب، ما دفع بحجو إلى ربط الجنون بحرية التعبير والديمقراطية، بمعنى أنه كلما ضاقت مساحة الحريات كلما أصبحت صفة “مجنون” تنطبق على كل من يحاول التعبير عن نفسه.
وشملت مجموعة بدلة علاقة المسؤولين بالجنون والمجانين، وأسلوب الكلام الذي يتحدث به فاقدو العقل، والطريقة التي يتندرون بها، وطريقة احتفالهم بالمناسبات، ونظرتهم إلى الجمال والإعجاب، وكيف يفكرون بحقوقهم وسط كل هذه الفوضى.
لا يقدم بدلة عملًا توثيقيًا، لكنه يعمل على دمج المفارقات التي انتبه لها بين هذه المجتمعات، ليستخلص من خلالها حقيقة ربما كانت غائبة عن انتباه الآخرين.
وربما تكون قصة “تدخين المجانين بشتى الأفانين”، واحدة من أكثر قصص المجموعة لفتًا للنظر، إذ يوضح بدلة من خلالها مقدار الحرية التي ينعم بها المجانين داخل العصفورية، إذ إن العالم في الخارج قد يلاحق رجلًا على سيجارته لأسباب أمنية وسياسية، إذا كان مدخنًا “مرًّا”، ولم يتمكن من التصفيق للزعماء أثناء خطاباتهم، والهتاف بأسمائهم، لأن السيجارة متنقلة بين يده وفمه.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :