مواهب يافعين سوريين تنعكس فنًا في أورفة التركية
أورفة – برهان عثمان
“من الجميل رؤية فن شبيه بنا وبثقافتنا العربية”، يقول الشاب التركي محمد (21 عامًا) من عرب مدينة أورفة التركية، تعليقًا على حضوره افتتاح معرض “إنسان”، الذي عرض مواهب يافعين سوريين في المدينة، مبديًا سعادته بما وصفه بـ “اللمسة والقيمة الثقافية التي أضفاها الوجود السوري هنا”.
انتهى المعرض الذي احتضنه مقر مركز “إنسان” في أورفة، السبت 3 شباط، واستمر لأربعة أيام، وضم عشرات الأعمال الفنية من صنع يافعين سوريين، خضعوا لتدريبات رعتها المنظمة على مدار الأيام الماضية، وفق مديرها يوسف الذيب.
تأسس مركز “إنسان” نهاية عام 2011 في الداخل السوري، وانتقل أفراده إلى أورفة التركية بداية عام 2015، ويدعم مئات الأفراد بينهم 150 طفلًا من النواحي التعليمية والفنية، منهم قرابة 40 من ذوي الاحتياجات الخاصة، إلى جانب مئة امرأة، وفق إدارته. |
أعمال المعرض نتاج تدريبات
استهدف المركز أكثر من 50 يافعًا وطفلًا سوريًا، في نشاطات فنية منوعة ورياضية، وبحسب مديره، قسم المتدربون إلى ثلاث مجموعات: الرسم والمسرح والتمثيل والرياضة، تدربوا على مدار ثلاثة أشهر، تحت إشراف مدربين وخبراء مختصين.
وشارك في المعرض 15 متدربًا على الرسم، تحت إشراف الرسام والروائي من مدينة الرقة السورية، أيمن الناصر، وساعدته في النحت والأعمال اليدوية الفنانة عائشة العكلة.
من وجهة نظر الذيب، أثبت اليافعون المشاركون أنهم يمتلكون طاقات وإمكانيات “كبيرة”، مشيرًا إلى أن أعمالهم في نهاية الدورة قدمت للجمهور في المعرض، الذي أسهم بخلق حالة من الانفتاح والتفاعل مع المجتمع والتعبير عن القدرات لدى المتدربين.
تعبير عن الرغبة
“تركناهم يعبرون عن أنفسهم كما يرغبون ودون توجيه، وانبهرنا بما صنعوا”، قال الرسام أيمن الناصر لعنب بلدي، معتبرًا أن مثل هذه الفعاليات “تشكل فرصة للكشف عن المواهب عند اليافعين الذين يتمتعون بطاقات دفينة وقدرات كامنة تحتاج من يكتشفها ويرعاها ويصقلها”.
ضم المعرض أعمالًا مختلفة كاللوحات الزيتية والأكرليك، إلى جانب منحوتات وصور ضوئية، ورأى الناصر أنه كان ناجحًا في كشف طاقات واعدة يمكن التعويل عليها في حال المتابعة، موضحًا “تحسن مستوى المتدربين تحسنًا كبيرًا وأنتجوا قرابة 40 لوحة بمستوى جيد، والعديد من الأعمال الفنية واليدوية الجميلة”.
مشاركات وحاضرات
عنب بلدي استطلعت آراء مشاركات في المعرض، وقالت مريم العليوي (14 عامًا) وتنحدر من دير الزور، إنها شاركت بثمانية أعمال فنية (ست لوحات ومنحوتتين)، عبرت في الرسومات عن سوريا وفلسطين والحرب، ونحتت لوحة للمعماري سنان الذي بنى جامع “الفاتح”، وأخرى لرقص المولوية.
“تطورت مواهبي وانتقلت من الرسم بالرصاص إلى استخدام الألوان والأكرليك”، أضافت مريم، معتبرة أنها أصبحت أكثر جرأة في طروحاتها.
لجين العاصي (16 عامًا) من دير الزور، شاركت بخمس لوحات، وتمنت أن يستمر المركز في دعمها وزملائها في المجال الفني.
وقالت خولة العيسى (17 عامًا)، التي شاركت بسبع لوحات زيتية عبرت عن المرأة السورية، إنها لاحظت تنوعًا في الموضوعات التي تضمنتها اللوحات والأعمال الفنية، مشيرةً إلى “مزج بين الأمل والسلام والحرب والخوف والطفولة والحياة والقضايا الاجتماعية.
“نعيش في زمن تطمس فيه شخصية النساء بشكل عام وهذا المعرض صرخة احتجاج على قيود المجتمع ورغبة في التحرر”، وفق تعبير خولة، التي رأت أن “مساهمة المرأة في المجتمع ضعيفة ويجب تعزيزها”.
لا تهتم كثير من المنظمات بالجوانب الإبداعية لدى اليافعين، وفق من استطلعت عنب بلدي آراءهم في المعرض، متمنين استمرارية تلك النشاطات “التي تشكل مساحة من الفرح والحياة والأمل وسط هموم الحياة ومشكلاتها “، على حد وصفهم.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :