أخيرًا نضال الصالح يلتقي الأسد

  • 2018/02/04
  • 12:56 ص
خطيب بدلة

خطيب بدلة

خطيب بدلة

روى الأديب الصحفي، محمد السلوم، في تدوينة على موقع “المنصة”، تفاصيل شيقةً عن الأزمة الصحية العجيبة التي ألمّت بالرفيق الدكتور، نضال الصالح، رئيس اتحاد الكتاب العرب في أوتوستراد المزة، إثر تحقيق حلم حياته بلقاء السيد الرئيس بشار الأسد. ملخصها أن نضال، حينما دخل قاعة الاستقبال في القصر الجمهوري، ضمن وفد يقوده الرفيق حبيب الصايغ، انتظر دوره للسلام على الرئيس بتوق زائد، وصبر نافد، فها هي لحظة تحقيق حلمه قد أصبحت في المتناول…

وما إن فتح الرفيق، بشار الأسد، ثغرَهُ، وقال أهلًا أبا النضول، ومد يده مصافحًا إياه بالأنامل، حتى أصيب بحالة عصبية هستيرية، مما كان يُعرف قديمًا باسم “فرحة الأولاد”، التي تتلخص بأن يفتح الإنسان فمه غصبًا عن الذين خلفوه، ويُرخي أشياءه، ويخرج اللسان من الفم، على نحو لا إرادي، وتنغلق العينان، ويرتخي البدن، ولا تعود الأمور إلى نصابها ما لم يلقِ الشيخ أحمد بدر الدين حسون خطابة، يُذبِّل خلالها عينيه اللوزيتين، ويحكي شروي غروي بحق الإرهابيين، والتكفيريين، والعراعرة، والمتآمرين على النهج القومي لمحور الممانعة الذي يقوده الرفيقان بشار الأسد وحسن نصر الله، وفي محصلة الأمر يأتي المساعد أول في الأمن السياسي “أبو حيدرة”، متأبطًا دفتر مذكراته المليء بأسرار العمل، ويرفس باب غرفة العناية المشددة بحافره الأيمن، ويدخل، ويقف في وجه نضال المستلقي على السرير، ويقول له، بكل وضوح: ولاه نضال، أنت، وقصصك القصيرة، ورواياتك، وكتبك النقدية، عدا الكتب التي يردُ فيها اسما السيدين الرئيسين، تحت صرمايتي! فيضطر نضال، احترامًا لهذا الموقف التاريخي، أن يسحب السيروم من يده، ويدفش جهاز الأوكسجين من فمه، و”يجك” واقفًا مثل اللام ألف، ويقول لأبي حيدرة: أنت تمون يا غالٍ.. ثم يتأبط أحدهما ذراع الآخر، ويخرجان لشرب كاسة شاي في كافيتريا المستشفى، وهنالك يتذكران الأيام الخوالي، أيام كتابة التقارير، سقى الله.

وبما أنني أكبر من محمد السلوم، سنًا، فإنني أعرف بعض التفاصيل التي غابت عنه، وأهمها أن نضال، في أحد الأيام الشاتية من عام 1997، كان يجلس في مقهى القصر بحلب، وكان دخوله المقهى يجعل بعض المثقفين الموزعين على الطاولات يتذكر أن لديه موعدًا مهمًا يتطلب منه المغادرة، ويجعل البعض الآخر يتظاهر بأنه يدفع ثمن القهوة الاسبريسو للنادل “نمر”، لأن قعدته انتهت، وما هي إلا دقائق حتى يبقى في المقهى مثقف وحيد هو نضال نفسه…

وذات مرة، يا سيدي الكريم، أسرَّ نضال لأحد الزبن القريبين منه بأنه يحلم بأن يأتي يوم يلتقي فيه بالقائد التاريخي الرئيس بشار الأسد، شرط أن يكون ذلك ضمن وفد أدبي رفيع المستوى. فاعتقد الزبون أن أحد الفيوزات الموجودة في رأس نضال قد انضرب، فغمز له بعينه أن اقترب مني، ثم همس له موضحًا أن بشار هو ابن الرئيس، وليس رئيسًا، فابتسم ابتسامة العارف وقال له: إنني أعلم ما لا تعلمون!

مقالات متعلقة

مقالات الرأي

المزيد من مقالات الرأي