عنب بلدي – العدد 137 – الأحد 5/10/2014
حسن ممس – وكالات
دعا معارضون ورجال دين سوريون الأطراف المتنازعة في سوريا إلى وقف لإطلاق النار خلال أيام العيد يوم الاثنين 30 أيلول، تزامنًا مع دعوة مماثلة للأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي، لكن الدعوات لم تجد أي تجاوب من نظام الأسد أو فصائل المعارضة.
ودعا بعض المعارضين السوريين ورجال الدين جميع الأطراف بمن فيهم تنظيم “الدولة الإسلامية” والتحالف الدولي وحزب الله اللبناني، إلى وقف إطلاق النار خلال أيام العيد.
وخلال بيان مصور تلاه الرئيس السابق للائتلاف السوري المعارض، أحمد معاذ الخطيب، وإلى جانبيه الشيخ كريم راجح وسفير الائتلاف المعارض في قطر نزار الحراكي، دعا الخطيب إلى “وقف لإطلاق النار، يبدأ بتوقيت دمشق، من الساعة السادسة صباح يوم عرفة، الجمعة التاسع من ذي الحجة، الموافق لـ 3 تشرين الأول، ولغاية الساعة السادسة من صباح يوم الأربعاء 8 تشرين الأول 2014″.
واعتبر الخطيب أن “توحدنا كسوريين سيكون أملنا لنجاة سوريا، وألا نبقى لعبة بين أيدي الأنظمة، إقليمية أو دولية، والتي دفعت بأرضنا لتكون ساحة احتراب تتصارع فيها أجندات غريبة عن مصالح السوريين، وجعلتنا في ظروف قد تودي بنا إلى قعر الحياة ودمار أي مستقبل لبلدنا”، موجهًا النداء “إلى كافة قوى الثورة العسكرية، وإلى النظام في دمشق لتخفيف المعاناة عن شعبنا وأهلنا وشيوخنا ونسائنا وأطفالنا جميعًا”.
ووقّع على المبادرة إلى جانب الخطيب 22 شخصية سورية من معارضين وضباط منشقين وعلماء دين في سوريا، منهم الشيخ كريم راجح، الشيخ أسامة الرفاعي، الشيخ محمد راتب النابلسي، اللواء محمد فارس، اللواء محمد الحاج علي، وسفير الائتلاف في قطر نزار الحراكي.
ولا تعد هذه الدعوة الأولى لوقف إطلاق النار في سوريا بمناسبة الأعياد، إذ سبق لمعاذ الخطيب أن أطلق عدة دعوات مشابهة بشكل شخصي، إلا أنها لم تلق آذانًا صاغية من الأطراف المتحاربة.
بدوره أصدر نبيل العربي، بيانًا حثّ فيه جميع الأطراف العسكرية المشاركة في النزاع على الأراضي السورية، لوقف جميع أنواع العنف والقتل المسلح في فترة عيد الأضحى المبارك، كما دعا إلى إفساح المجال أمام المنظمات الدولية والإنسانية والإغاثية للدخول للمناطق المنكوبة والمحاصرة.
ورغم تكرار الدعوات لوقف إطلاق النار منذ بداية الثورة قبل 3 سنوات، إلا أنّ نظام الأسد عمد إلى خرقها في كلّ مرة ولم يلق لها بالًا، كما لم تجد هذه الدعوات تأييدًا أو تعليقًا من قبل فصائل المعارضة المقاتلة.
ويرى ناشطون معارضون في هذه الدعوات انفصالًا عن الواقع والصراع المحتدم الذي لا مكان فيه للحوار، في حين يرى آخرون أنها اللغة الوحيدة للخروج من الأزمة بعد انسداد الأفق في حسم عسكري أو حلولٍ سياسية على المستوى الدولي.
ويأتي الطرح تزامنًا مع معارك عنيفة على تخوم أحياء حلب في محاولة لحصارها وإخضاعها من قبل الأسد، في حين تقبع مدنٌ أخرى تحت حصار خانق منذ أكثر من سنتين كالغوطة الشرقية وداريا.
ويعتبر هذا العيد الثامن الذي يمر على السوريين، تحوّل فيه ترابهم إلى ساحة حرب، وسط قصف من الطيران الحربي للأسد يستهدف الأحياء المدنية، وغارات من طائرات التحالف الدولي لضرب تنظيم “الدولة” وجماعات إسلامية أخرى، لم يسلم المدنيون منها.