أقدم عناصر من “هيئة تحرير الشام” على حرق علم الثورة السورية في مدينة بنش شمالي إدلب بعد رفعه من قبل الأهالي في الساحة العامة، أمس الجمعة، بالتزامن مع تقدم قوات الأسد نحو مدينة سراقب شرقي إدلب.
وأفاد مراسل عنب بلدي في ريف إدلب اليوم، السبت 3 كانون الثاني، أن مجموعة تابعة لـ”تحرير الشام” اقتحمت مدينة بنش مساء أمس، وأنزلت علم الثورة وحرقته بعد رفعه من قبل أهالي المدينة في الساحة العامة، والذين خرجوا بمظاهرات طردوا خلالها عناصر المخفر التابع لـ”حكومة الإنقاذ”.
وقالت مصادر إعلامية من المدينة لعنب بلدي إن “تحرير الشام” بدأت حملة اعتقالات في المدينة بعد خروج المظاهرة أمس، والتي طالبت بطرد عناصر “تحرير الشام” من المنطقة، على خلفية الانسحابات التي قامت بها في مدن وبلدات شرقي إدلب.
ولم تعلّق “تحرير الشام” على حرق العلم أو الاعتقالات التي اتهمت بالوقوف ورائها.
لكن “تجمع نشطاء إدلب” أصدر بيانًا صباح اليوم قال فيه إن “الهيئة” حاصرت بنش، عقب خروج مظاهرة ضد “الفصائلية”.
وأكد البيان نية “تحرير الشام” شن حملة اعتقالات في المدينة، بالتزامن مع التصعيد الجوي على مدن إدلب والذي يرافقه تقدم النظام على مساحات واسعة باتجاه الأوتوستراد الدولي دمشق- حلب ومدينة سراقب.
وطالب النشطاء “الهيئة” بالتوقف عن أي عمليات اعتقال في بنش واحترام حق التظاهر والتعبير عن الرأي، وتوجيه السلاح إلى الجبهات، ومساندة المدنيين والتخفيف عنهم.
وفي تشرين الثاني 2017 أنزلت حركة “أحرر الشام الإسلامية” علم الثورة السورية من أعلى سارية في مدينة بنش، بسبب خلاف مع مجلسها المحلي و “هيئة تحرير الشام” حينها.
ورفعت “أحرار الشام” علم الثورة السورية في ذلك الوقت لنحو ساعة، وسط تهديدات بإنزاله من قبل عناصر بعضهم تابعين لـ”تحرير الشام”.
وليست المرة الأولى التي يقوم بها عناصر “تحرير الشام” بتمزيق علم الثورة، وتكررت الحوادث من هذا النوع بينها تمزيق أعلام الثورة في مدينة معرة النعمان أواخر العام الماضي.
وتأتي الحادثة في وقت سيطرت فيه قوات الأسد والميليشيات المساندة لها على مساحات واسعة في ريف إدلب الشرقي غربي مطار أبو الظهور العسكري، في خطوة للوصول إلى مدينة سراقب التي تتعرض لحملة جوية مكثفة من الطيران الحربي الروسي، أدى إلى حالات نزوح كبيرة في الأيام الماضية.
وتحول علم الثورة في السنوات الماضية في محافظة إدلب إلى “قضية” تعرض أصحابها للاعتقال على خلفية تعنت الفصائل الإسلامية برفع راياتها فقط.
ويشكل العلم “رمزية” للمدافعين عن رفعه باعتباره الراية الأولى التي رفعت في الحراك السلمي بداية عام 2011 لتمييز المظاهرات الشعبية ضد الأسد، عن المسيرات المؤيدة له.
وأمسكت “تحرير الشام” بزمام إدلب الكاملة في الأشهر الماضية، بعد مواجهات عسكرية ضد “حركة أحرار الشام” أفضت بالسيطرة على معبر باب الهوى الحدودي، وانحساب الأخيرة إلى ريف حماة الغربي.