جدل حول فيديو “التمثيل” بجثة مقاتلة كردية.. “الجيش الحر” يوضح
أثار تسجيل مصور تداوله ناشطون سوريون، يظهر جثة مقاتلة كردية تعرضت للتمثيل بها، من قبل عناصر من “الجيش الحر” في عفرين، جدلًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، وعلق عليه العشرات من الصحفيين.
التسجيل المصور (تعتذر عنب بلدي عن عدم نشره)، نشر خلال الساعات الماضية، وجاء في ظل عملية “غصن الزيتون”، التي أطلقتها تركيا في 20 كانون الثاني الماضي، مستخدمة قواتها إلى جانب فصائل من “الجيش الحر”، للسيطرة على منطقة عفرين، شمال غربي حلب، والتي تخضع لسيطرة “وحدات حماية الشعب” (الكردية).
ورصدت عنب بلدي جملة من التعليقات على الحادثة، وتضامن صحفيون مع صاحبة الجثة، وقيل إنها بارين كوباني، التي كانت تقاتل في صفوف “الوحدات”.
وتصنف أنقرة “وحدات الحماية” على أنها “تنظيم إرهابي”، بينما ترفض “الوحدات” العملية التركية وتعتبرها “احتلالًا”، داعية إلى إيقافها.
وسيطرت فصائل “الجيش الحر” على عشرات النقاط في محاور مختلفة بمحيط عفرين، وبدأت اليوم اقتحام منطقة راجو (غرب).
تعليقات على التسجيل المصور
الرئيس المشترك لـ “مجلس سوريا الديمقراطية”، رياض درار، كتب في “فيس بوك”: “التمثيل بجثة مقاتلة وتعريتها ونشر الصور دليل على مستوى الانحطاط والاجرام الذي يمثله هؤلاء”.
المعارض السوري فايز سارة كان من بين المعلقين، وشبه عبر صفحته في “فيس بوك”، ما تضمنه الفيديو بأنه “مماثل مع ما قام به داعش ونظام الأسد وجبهة النصرة ومجرمين آخرين طوال سنوات”.
وأضاف “يا ذلنا ونحن نفرح بقتل أبنائنا، ويا موتنا ونحن نصفق لقاتل أو نؤيده وهو يجتاح جثة إنسان تمت تعريته ليمثل بها”.
الكاتب في صحيفة “الحياة” ماجد كيالي، كتب في صفحته: “لا شيء البتّة يبرّر هذه الجريمة الوحشية، والذين قاموا بهذا العمل المشين لا يمتون بصلة لثورة الحرية والكرامة، وإنما هم أعداء لها”.
واعتبر أن “هكذا أعمال هي أكثر شيء يحتاجه النظام لإطالة عمره (..) القضايا النبيلة تتمثل بأخلاقيات أصحابها، والثورات تموت عندما تتشبّه بالذين قامت ضدهم”، مستطردًا “لكن تذكروا أن ذلك حصل قبلًا”.
كما لاقى مضمون التسجيل المصور رفضًا واسعًا من صحفيين سوريين، عرب وكرد، وآخرين رافضين للعملية العسكرية على عفرين.
وشهدت سنوات الحرب في سوريا عمليات تمثيل بالجثث من مختلف الأطراف، بدأتها قوات الأسد ثم تنظيم “الدولة” و”جبهة النصرة” وفصائل في المعارضة و”الوحدات” الكردية أيضًا.
وسبق لمقاتلين من “الوحدات” أن جابوا شوارع عفرين برفقة سيارة محملة بحثث عشرات العناصر من “الجيش الحر”، بعد مقتلهم قرب بلدة عين دقنة شمالي حلب، نيسان 2016.
“الجيش الحر” يبرر
عنب بلدي تحدثت إلى مصدر عسكري من “الجيش الحر” على محور بلبل (رفض كشف اسمه)، وأوضح أن منطقة تصوير التسجيل هي منطقة المعارك في محور بلبل غربي عفرين.
وبحسب المصدر، فإن الحادثة جرت قبل يومين خلال اقتحام قرية كورنة، التي سيطرت عليها فصائل “الجيش الحر” في وقت سابق واستعادتها “الوحدات”، ثم عادت لسيطرة الفصائل.
وقال عن تفاصيل الحادثة “تقدمت مجموعات الاقتحام ودخلت مخفر القرية، وهنا هرب بعض العناصر منه وتحصنوا في قبو قريب من المخفر، وكانوا مقاتلة وثلاثة مقاتلين ذكور”، مشيرًا إلى أن عناصر من الفصائل لحقوا بهم، “قتل منا اثنان وأصيب ثالث في وجهه خلال محاولة اقتحام القبو”.
وتزامنًا مع العمليات في محيط المخفر، قال المصدر إن الفصائل أتمت تمشيط القرية، وقتلت مقاتلة أخرى من “الوحدات” كما أسرت اثنين من المقاتلين.
مع انتهاء التمشيط استعصى المقاتلون الأربعة في القبو، من ضمنهم المقاتلة “بارين”، موضحًا “فتحنا ثقوب في سقف القبو لإنهاء نقطة العمل بعد دعوات متكررة لهم بالاستسلام دون استجابة، وألقينا أكثر من 40 قنبلة ما أدى إلى مقتلهم جميعًا”.
أخرجت الجثث من القبو لترحيلها وفق المصدر العسكري، الذي قال إن “الوضع الطبيعي أن تكون الجثث مشوهة في ظل ما جرى”.
إلا أنه لم ينكر التمثيل بالجثة، وحاول تبريره بما وصفه بـ “جهل بعض الأفراد في التعامل الذين صوروا الجثة”، مشيرًا إلى أن ذلك “من الأخطاء الفردية القاتلة”.
وقال المصدر “نبهنا كثيرًا ولكن لا يمكن أن يتجاوب الجميع أو نرصد كافة الوقائع”، مضيفًا “نحاول قدر الإمكان المتابعة خلال العمليات العسكرية، لتلافي أي أمر في الأيام المقبلة”.
ووفق محللين، فإن المقاتلين على الأرض، قد يتصرفون بردات فعل فردية، على اعتبار أن “الجيش الوطني” المشارك في العمليات العسكرية ولد حديثًا ولم تنظم أموره بالكامل، قبل أن يشارك في معركة عفرين. وهو ما يراه آخرون “حجة غير مقنعة”، واصفين ما فعله الجنود بأنه “سلوك وحشي” لا يمكن تبريره أو التغطية عليه.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :