عرض القيادي السابق في “جبهة النصرة” (هيئة تحرير الشام حاليًا)، صالح الحموي، تفاصيل حول انسحابات الفصيل في معارك إدلب.
ونشر الحموي صاحب الحساب الشهير “أس الصراع في الشام”، مساء الخميس 1 شباط، سلسلة من التغريدات على حسابه في “تويتر”، شرح فيها مجريات ميدانية خلال معارك إدلب من وجهة نظره، والتي أفضت إلى تقدم واسع لقوات الأسد في المنطقة.
واتهمت “تحرير الشام” بانسحابات انطلاقًا من المعارك في ريف حماة الشرقي وصولًا إلى إدلب، إضافة إلى معارك ريف حلب الجنوبي، التي سيطرت بموجبها قوات الأسد على مطار أبو الظهور وتقدمت غربه حاليًا.
وعزت مصادر من “الهيئة” الانسحاب من المنطقة، في حديث سابق إلى عنب بلدي، إلى “اقتراب العدو من بلدة أبو الظهور من الجهة الجنوبية، التي في حال سيطر عليها سيتمكن من قطع الطريق على المرابطين في منطقة الحص”، التي سيطرت قوات الأسد عليها بالكامل.
تفاصيل يرويها “أس الصراع”
وبموجب التغريدات، قال “أس الصراع” إن “الهيئة فككت معظم فصائل الثورة لأجل الهيمنة لا لمحاربة الفساد، وانسحبت من المناطق عن سابق قصد، بل خربت غرف عمليات للجيش الحر”.
وأوضح “منذ قرابة الشهر عند بداية سقوط المناطق في ريف حماة الشرقي، تداعت الفصائل لتشكيل غرفة عمليات وبجهود مباركة من مستقلين، وشكلت غرفتان الأولى اسمها (رد الطغيان) وتتكون من فيلق الشام وجيش النصر وجيش إدلب الحر وجيش النخبة والجيش الثاني ولواء الأربعين وكان محورهم قرية الخوين وما حولها”.
غرفة العمليات الثانية قال الحموي إنها “تحت اسم (إن الله على نصرهم لقدير)، وتكونت من “نور الدين الزنكي وجيش العزة وأحرار الشام وجيش الأحرار”، وكان محورها قرية عطشان وماحولها”، إلى جانب عمل “الحزب التركستاني” على قرية الزرزور كـ”تنسيق فقط”، على أن تعمل “تحرير الشام” على محور جبل الحص لوحدها “وتم الاتفاق على ساعة الصفر”، بحسب “أس الصراع”.
هدف العمل كان “حصار قوات الأسد بين جبل الحص ومحور الخوين-أبو دالي”، وبحسب “أس الصراع” ففي بداية العمل “تفاجأ الجميع بانسحاب تحرير الشام من جبل الحص، تبعها سقوط مئة قرية دون إخطار غرفة العمليات، ما فريغ العمل من أهميته الاستراتيجية (حصار النظام)”.
ما سبق وحّد غرفتي العمليات، وفق القيادي السابق، “قسم العمل إلى قطاعين شمالي للهيئة والتركستان وجنوبي للغرفة الجديدة، وبدأت الغرفة بإمرة أبو أسيد الحوراني (فيلق الشام) بالتحصينات وبناء الدشم ونشر القوات لبدء العمل الهجومي، تزامنًا مع ما يفترض في القطاع الشمالي، لتسقط قرى من محور الهيئة في ريف حلب الجنوبي وهي: الذهبية، تل جاسم، عطشانة الشرقية والغربية وآخرها أم الكراميل”.
ولم تتقدم قوات الأسد من محور “الحزب التركستاني” بل من محور “تحرير الشام” فقط، بحسب الحموي.
أرسل “جيش إدلب الحر” و”فيلق الشام” تعزيزات إلى محور “الهيئة”، بموجب الأمر الطارئ، “دون رد من قادات تحرير الشام أو تبريرات للانسحابات”.
وقال “أس الصراع” إن “تحرير الشام” انسحبت من مطار أبو الظهور قبل شهر من خسارته، وأفرغته ورفعت سواتر في الجهة الغربية، بينما “ناوشت مجموعات محلية قوات الأسد خلال تقدمها”، معتبرًا أن “الهيئة كانت تتوج كل عملية انسحاب بمفخخة لتشغل الإعلام والمراصد، علمًا أن أغلب المفخخات لاتصل إلى هدفها بل تنفجر قبل ذلك بكثير”.
ونقل حديثًا مع قادات في “تحرير الشام”، قالوا فيه “هل تريدنا أن نستنزف مع النظام في البادية ثم هم (الجيش الحر) يحكمون المحرر؟”.
ودعا المشككين في حديثه للتواصل مع عشائر المنطقة، مشيرًا إلى أن “تحرير الشام” تمنع رباط أي فصيل منذ عامين في كل من أبو الظهور وجبل الحص ومنطقة الرهجان.
وكان الداعية السعودي عبد الله المحيسني، الذي استقال من “تحرير الشام”، العام الماضي، برر أمس ما يجري بأنه يعود للاقتتال الأخير بين “الهيئة” و”أحرار الشام” والذي مكن الأولى من السيطرة على معظم محافظة إدلب.
واعتبر الداعية أن “الآلاف قعدوا عن الجهاد بينما فقد آخرون إرادة القتال، ومع هذا فيشهد الله أني منذ خروجي من الهيئة وأنا أسعى للتصالح بين الفصائل وتشكيل غرفة عمليات مشتركة ولكن للأسف لا إجابة”.
ويعتبر “أس الصراع” الذي يقطن في الشمال السوري، من أبرز المنتقدين لتوجهات “تحرير الشام”، منذ تداول بيان فصله عن “النصرة”، تموز 2015، بحجة أنه “لم يلتزم بسياسة الجماعة وضوابطها”.
وكان مسؤولًا عن القاطع الشمالي والأوسط فيها، وفق معلومات خاصة حصلت عليها عنب بلدي.
–