هل يقف تمدد قوات الأسد عند “أبو الظهور”

  • 2018/01/28
  • 12:45 ص

عناصر من قوات الأسد على الجبهات العسكرية في ريف حمص الشرقي - أيلول 2017 (انترنت)

عنب بلدي – ضياء عودة

شكلت سيطرة قوات الأسد على مطار “أبو الظهور” فارقًا عسكريًا كبيرًا على جبهات ريف إدلب الشرقي، على اعتبار أنه القاعدة الأبرز للنظام السوري في الشمال السوري، عدا عن طريقة السيطرة عليه التي سبقتها انسحابات كبيرة لفصائل المعارضة في ريفي إدلب الجنوبي الشرقي وحلب الجنوبي.

لكن النقطة الأساسية التي ماتزال التساؤلات تطرح حولها، هي مستقبل العمليات العسكرية في الأيام المقبلة، سواء في استمرارها من جانب قوات الأسد تجاه الأوتوستراد الدولي دمشق- حلب، أو توقفها عند الخط العسكري الحالي، كالتزام ببنود اتفاق “تخفيف التوتر” الذي انضمت إليه محافظة إدلب، تشرين الأول الماضي.

عقب السيطرة على “أبو الظهور” شهدت الجبهات جمودًا عسكريًا، تخللتها هجمات معاكسة من قبل “هيئة تحرير الشام” كنوع من تأمين النقاط التي تحتفظ بها في المنطقة بينها قرية أبو الظهور التي تعد البوابة الغربية للمطار، إلى جانب بعض المواقع في الجهة الشمالية من المطار.

عنب بلدي تواصلت مع مصادر عسكرية في “الجيش الحر” وأخرى مطلعة على تنفيذ بنود اتفاق “أستانة”، وبحسب ما قالت فإن مطار “أبو الظهور” هو الحد الأخير لقوات الأسد في ريف إدلب الشرقي، كون المنطقة الغربية التي تليه “منزوعة السلاح” بحسب الاتفاق الدولي.

استطلاع تركي لرصد الخروقات

بعد أقل من أسبوع من دخول قوات الأسد إلى “أبو الظهور”، دخل رتل تركي مؤلف من ست سيارات إلى منطقة العيس في ريف حلب الجنوبي، وتبعه رتل آخر دخل إلى جبهات ريف إدلب الشرقي والجنوبي، وبحسب ما قالت مصادر عسكرية من “الجيش الحر” لعنب بلدي تركزت خطته في استطلاع مناطق سيطرة قوات الأسد في الحاضر والقرى والبلدات المحيطة بها.

وأضافت المصادر (طلبت عدم ذكر اسمها) أن الرتل كان في مهمة محددة هي الوقوف على المناطق التي تقدمت إليها قوات الأسد مؤخرًا، والتحقق من احتمالية خرقه لبنود اتفاق “أستانة7″، التي حددت نفوذ الأطراف العسكرية العاملة في المنطقة بشكل دقيق.

اتفاقية “تخفيف التوتر” في إدلب قسمت المحافظة إلى ثلاث رقع جغرافية، تدير إحداها روسيا بينما تسيطر تركيا على الثانية القريبة من حدودها، وتعتبر الثالثة منزوعة السلاح، وهذا ما أكدته مصادر سابقة في قيادة “الجيش الحر” لعنب بلدي.

وستكون المنطقة شرقي سكة القطار، على خط حلب- دمشق، منزوعة السلاح وخالية من المسلحين والفصائل تحت الحماية الروسية، على أن تدار من طرف مجالس محلية، بينما تمتد المنطقة الثانية بين السكة والأوتوستراد، أما الثالثة فستخضع للنفوذ التركي.

لكن قوات الأسد تقدمت بشكل كبير في الأيام الماضية وسيطرت على مساحات واسعة شرقي سكة الحديد، حتى أجبرت فصائل المعارضة للانسحاب إلى المناطق الغربية من السكة، ما يعتبر خرقًا لـ “أستانة”.

واعتبر العميد الركن أحمد بري، رئيس أركان “الجيش الحر” أن النظام كان ممنوعًا من دخول مناطق شرقي السكة، لكنه تذرع بوجود تنظيم “الدولة الإسلامية” إلى المنطقة بعد فتح طريق لهم من ريف حماة الشرقي وصولًا إلى ناحية سنجار.

وقال لعنب بلدي إن التواصل لم يتم مع الأتراك حتى الآن لاستكمال تنفيذ بنود “أستانة”، لكنه أكد على “عدم تجرؤ قوات الأسد للدخول إلى مناطق غربي السكة” المحدد بأنها “منزوعة السلاح”، مشيرًا إلى أن الاستطلاع التركي دخل في الأيام الماضية بهدف تثبيت النقاط والمتابعة باتجاه الداخل.

معارك “أبو الظهور” توقفت

على الجانب الآخر اقتصرت عمليات قوات الأسد في ريفي إدلب الشرقي وحلب الجنوبي على بعض القرى والبلدات المحيطة بالمطار العسكري، على خلاف الأيام الماضية التي شهدت زخمًا عسكريًا كبيرًا من جهة، وتغطية إعلامية واسعة من جهة أخرى.

ووفق ما قالت مصادر مطلعة من جانب النظام السوري لعنب بلدي، فإن قوات الأسد انتهت بشكل كامل من معاركها شرقي إدلب بالسيطرة على المطار العسكري “الاستراتيجي”، وسط معارك تخوضها ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” بعد وصوله إلى مشارف منطقة سنجار جنوبي المطار.

وأوضحت المصادر العسكرية في “الجيش الحر” أن المنطقة الوسطى التي وصلت قوات الأسد إلى أطرافها والممتدة على الطريق الدولي من خان شيخون إلى الإيكاردا في حلب هي مشتركة ومنزوعة السلاح، على أن تدخل إليها قوات فصل روسية وتركية في الأيام المقبلة.

واعتبرت أن رفض المعارضة السورية الذهاب إلى “سوتشي” سيعود بنتائج إيجابية على الفصائل العسكرية على الأرض، وفي حال تقدمت قوات الأسد إلى غربي السكة سيكون هناك مواجهة كبيرة من قبل الفصائل العسكرية التي ستعتمد على غياب أي تنسق دولي في المنطقة الفاصلة بين المطار والأتوستراد.

وحتى الآن انتشرت تركيا ضمن “تخفيف التوتر” في ثلاث نقاط في ريف حلب الغربي، وبقيت ثماني نقاط، وأكد العميد بري على معلومات سابقة أن الجيش التركي سيصل إلى منطقة اللطامنة في ريف حماة الشمالي، ضمن الخطة المرسومة في “أستانة7”.

مقالات متعلقة

سوريا

المزيد من سوريا