“وحدات حماية الشعب”: روسيا غدرت وخانتنا في عفرين
قالت “وحدات حماية الشعب” (الكردية) إن روسيا غدرت بها في منطقة عفرين شمالي حلب، من خلال التنسيق مع الأتراك والسماح لهم ببدء العملية العسكرية إلى جانب “الجيش الحر”.
وفي حديث لصحيفة “الشرق الأوسط” اليوم، الاثنين 22 كانون الثاني، قال قائد “الوحدات”، سبان حمو، إن روسيا “خانت وغدرت بكرد سوريا، لدى سماحها بالعملية التركية في عفرين شمال غربي حلب”.
وأضاف أن “دمشق أبلغت الوحدات بأن موسكو منعت قوات الحكومة السورية من الرد على الجيش التركي وأنها منعت تقديم الدعم لهم”.
وفي اليوم الأول للعملية العسكرية التركية على عفرين، أعلنت روسيا سحب مركز المصالحة التابع لها في المنطقة، وتبعتها تصريحات أعطت الضوء الأخضر لتركيا بالدخول.
وأوضح حمو أنه زار موسكو، أول أمس، والتقى رئيس الأركان الروسي، فاليري غيراسيموف، ومسؤولي الاستخبارات العسكرية، بعد محادثات رئيس الأركان التركي، خلوصي أكار في العاصمة الروسية لوضع اللمسات الأخيرة على عملية “غصن الزيتون” للجيش التركي.
وقال إن “الجانب الروسي أبلغنا بأنه من حق تركيا الدفاع عن أمن حدودها”، لافتًا إلى أن غيراسيموف أبلغه بسحب عسكريين روس من عفرين باتجاه تل رفعت في ريف حلب، وأن “الجيش الروسي لن يتدخل في العملية التركية”.
وتتزامن العملية التركية في عفرين مع تقدم للنظام السوري بغطاء روسي في ريف إدلب، والسيطرة على مطار أبو الظهور العسكري، ما اعتبره مراقبون اتفاق مبادلة بين الروس والأتراك.
وأكدت روسيا أول أمس أن “المركز الروسي للمصالحة يراقب الوضع داخل وحول منطقة تل رفعت، من أجل توفير المساعدة اللازمة والفورية للمدنيين على مغادرة منطقة القتال”.
وأشار حمو إلى أن “الوحدات طلبت غطاء جويًا ومنع تركيا من قصفنا، لكن الروس لم يوافقوا (…) الآن الوضع سيئ والقصف مستمر ولم يتوقف خلال الـ24 ساعة الماضية”.
وإلى جانب روسيا دعمت الولايات المتحدة الأمريكية عملية الجيش التركي في منطقة عفرين، وقال وزير الدفاع الأمريكي، جيمس ماتيس، إن تركيا أبلغت الولايات المتحدة قبل ضرباتها الجوية في سوريا ضد “الوحدات”، مشيرًا إلى أن واشنطن تتواصل مع أنقرة بشأن كيفية المضي قدمًا.
وخلال زيارة حمو إلى روسيا، قال إنه التمس “تواطؤًا روسيًا مع تركيا، بل هناك خيانة وغدر من روسيا”، لافتًا إلى أنه لاحظ خلال محادثاته في موسكو اختلاف الموقف الروسي عن زياراته السابقة، إذ إن “الروس باتوا يتحدثون عن فصائل معتدلة في المعارضة السورية، وعن حق تركيا في تأمين حدودها”.
كما طرحوا موضوع “حزب العمال الكردستاني” وحق تركيا في قتاله، وأضاف “قلنا لهم إنه ليس هناك وجود لمقاتلين من حزب العمال الكردستاني بيننا، كما تساءلنا: ماذا كان يفعل الروس خلال وجودهم الطويل في عفرين؟”.
وتابع أن المسؤولين الروس “غيروا مواقفهم بين ليلة وضحاها، وصاروا يتحدثون عن قرار (الرئيس فلاديمير) بوتين”، لافتًا إلى أنه عاد من موسكو بـ “قناعة بأن روسيا جزء من المؤامرة ضدنا”.
وبحسب المسؤول الكردي، فإن قياديين في “الوحدات” تواصلوا مع مسؤولين أمنيين وعسكريين في دمشق “وتبلغنا بأنهم يريدون صد تركيا، وهم أصدروا بيانات، لكن قالوا لنا إن روسيا تمنعهم من ذلك”.
وأوضح “هناك نقطة روسية في منطقة عريما جنوب منبج، قد يسمح الروس لتركيا بالوصول إليها”، مشيرًا إلى أن التحالف الدولي ضد تنظيم “الدولة”، بقيادة أمريكا، قال إن منطقة عفرين ليست ضمن نطاق عملياته العسكرية.
وقالت ثلاثة مصادر عسكرية من “الجيش الحر” لعنب بلدي اليوم إن الفصائل العسكرية تستعد لبدء معركة منبج خلال ساعات، وسط تجهيزات عسكرية تحضر لها في الوقت الحالي.
وعن التوقيت الذي ستبدأ فيه العملية العسكرية أكد مصدران انطلاق المعركة اليوم، بينما ربط آخر العملية بالتكتيك العسكري المرتبط بمعركة عفرين.
وتعتبر أنقرة “الوحدات” الذراع العسكرية لحزب العمال الكردستاني المحظور والمصنف “إرهابيًا”.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :