تنظيم “الدولة” يشعل أربع نقاط في سوريا

  • 2018/01/21
  • 12:59 ص

تنظيم "الدولة الإسلامية" شرقي سنجار بريف إدلب - 17 كانون الثاني 2018 (أعماق)

عنب بلدي – خاص

عادت المواجهات والمعارك ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” في سوريا إلى العلن، بعد تراجع نفوذ الفصيل “الجهادي”، إثر تقلص رقعة سيطرته الجغرافية على الأرض في المنطقتين الشمالية والشرقية، والهدوء النسبي الذي شهدته مناطق انتشاره جنوبي دمشق.

وتعرض عنب بلدي أربع مناطق شهدت معارك بمستويات مختلفة، بينما شهدت الجبهة الجنوبية من سوريا تحركات على مستوى فصيل “جيش خالد بن الوليد”، المتهم بمبايعته للتنظيم، والذي يعتبر ورقة بيده، كما أظهرت تغطية وكالة “أعماق” لكامل عملياته في حوض اليرموك غربي درعا.

التنظيم يتوسع في حلب وإدلب

دخل تنظيم “الدولة” الحدود الإدارية لمحافظة حلب، بسيطرته على قرية “رسم الجحش”،  التي تتبع إداريًا لمحافظة حلب ومنطقة جبل سمعان- ناحية تل الضمان، في 16 كانون الثاني الجاري.

وانسحب التنظيم بالكامل من محافظة حلب، مطلع تموز 2017، في إطار معارك ضد قوات الأسد في المنطقة، إلا أنه أعلن الأسبوع الماضي أسر وقتل عشرات العناصر للنظام قرب مطار أبو الظهور العسكري.

بينما جاء تقدمه خلال الأسابيع القلية الماضية، إثر سلسلة من العمليات ضد “هيئة تحرير الشام”، انطلاقًا من ريف حماة الشرقي، بعد حصاره في ثلاث قرىً نهاية العام الماضي، ليعود ويتمدد وسط اتهامات لـ “الهيئة” بالانسحاب من مناطق واسعة لصالح التنظيم وقوات الأسد.

وعزت مصادر من “الهيئة” الانسحاب من المنطقة، في حديث سابق إلى عنب بلدي، إلى “اقتراب العدو من بلدة أبو الظهور من الجهة الجنوبية، التي في حال سيطر عليها سيتمكن من قطع الطريق على المرابطين في منطقة الحص”، التي سيطرت قوات الأسد عليها بالكامل.

نقاط متقدمة وصل إليها مقاتلو الفصيل “الجهادي”، كانت معظمها بين حماة وإدلب، أبرزها: طرفاوي، مدورة الكبيرة، سليجة، غزيلة، أم رجوم، رسم الخنادق، أبو دريخة، تل الشور، عويجان جينة، ليتحرك بعدها ويصل تخوم بلدة سنجار “الاستراتيجية”، بعد تحركه غرب منطقة معاركه وسيطرته على قرية رجم الصراع.

وحاول تنظيم “الدولة” التقدم في ريف حلب الجنوبي، باتجاه تل الضمان، إلا أنه فشل في ظل توسيع قوات الأسد سيطرتها في المنطقة، وحصاره مع فصائل أساسها “تحرير الشام” في جيب قدرت مساحته بحوالي 1100 كيلومتر مربع.

مواجهات دير الزور تتجدد

وعقب إعلان إنهاء وجود التنظيم في المنطقة الشرقية لسوريا، وفق ما جاء على لسان قوات الأسد و”قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، التي تتناوب السيطرة على المنطقة، عادت هجمات التنظيم ضد الأخيرة في ريف دير الزور.

ورغم الإعلان عن إنهاء وجوده، كان للتنظيم نهاية العام الماضي مناطق تخضع لسيطرته في المنطقة، أولها جيب يمتد غربي الميادين والبوكمال، على مساحة 340 كيلومترًا مربعًا، وثانيها جيب آخر بين نقاط قوات الأسد و”قسد”، مساحته حوالي 105 كيلومترات مربعة.

الجيب الأكبر لتنظيم “الدولة” امتد على مساحة 400 كيلومتر مربع، بدءًا من حدود محافظة الحسكة شمالًا، إلى المنطقة الشمالية الشرقية من البوكمال، على طول الحدود السورية مع العراق.

وبدأ التنظيم بعمليات عسكرية تحت عنوان “الثأر للعفيفات”، السبت 20 كانون الثاني، وفق ما ذكرت وكالة “أعماق” التابعة له، واستهدفت غرانيج وقريتي البحرة والبحرة شرقي، في ريف دير الزور الشرقي.

وأكدت “قسد” فتح الجبهات في المنطقة، مشيرةً إلى أنها “تشهد اشتباكات قوية بين مقاتلي عاصفة الجزيرة وتنظيم داعش الإرهابي”، إضافة إلى فتحه معارك في الجهة الشمالية الغربية لمدينة البوكمال، التي تخضع لسيطرة قوات الأسد.

وعزا قائد مجلس دير الزور العسكري، “أبو خولة الديري”، هجمات التنظيم المكثفة إلى أنه يحاول تخفيف الضربات من المناطق الضعيفة، مشيرًا في حديثه لعنب بلدي، إلى أن “أعداد مقاتليه على الحدود كبيرة وأعداد المدنيين أيضًا كذلك، وهذا يؤخر تقدمنا”.

تقدم للتنظيم جنوبي دمشق

شهدت مناطق محاذية لنقاط سيطرة التنظيم جنوبي دمشق، معارك استطاع التقدم من خلالها في المنطقة، كان آخرها إعلانه السبت 20 كانون الثاني، السيطرة على أجزاء من حي الزين.

واطلعت عنب بلدي على العدد 115 من صحيفة “النبأ”، الذي نشرته معرفات التنظيم، الجمعة 19 من الشهر نفسه، وقال فيه إنه سيطر على كازية “عودة الخطيب” والأبنية المحيطة بها، إلى جانب تقدمه في مخيم اليرموك.

وبحسب ما نشرت الصحيفة، فإن الهجوم تركز على حي الزين، وتحديدًا المنطقة الفاصلة بين بلدة يلدا وحي الحجر الأسود، باستخدام سيارة مفخخة واقتحام أكثر من محور، مشيرةً إلى مقتل وأسر عناصر من “هيئة تحرير الشام”.

وحول المعارك في مخيم اليرموك، قال إنه سيطر على مواقع في محور مسجد “عبد القادر الحسيني”، وعلى المدرسة ومبنى هيئة فلسطين الخيرية والروضة.

وقالت مصادر لعنب بلدي، حين بدأت المعارك، إن منطقة الريجة في مخيم اليرموك شهدت مواجهات بين “الهيئة” والتنظيم، دون تفاصيل حول الوضع الميداني.

ويسيطر التنظيم على قرابة 70% من مساحة مخيم اليرموك، كما يتمركز في حي الحجر الأسود (معقله الرئيسي)، ومنطقة العسالي في حي القدم، إضافة إلى سيطرته على قسم من حي التضامن الدمشقي.

مؤشرات للمرة الأولى في القنيطرة

إضافة إلى هجمات “جيش خالد” الخاطفة والمتكررة في حوض اليرموك غربي درعا، ظهرت مؤشرات جديدة في المنطقة، بعد نشر “أعماق” تسجيلًا مصورًا، أظهر دخولها للمرة الأولى الحدود الإدارية لمحافظة القنيطرة، الجمعة 19 كانون الثاني.

واطلعت عنب بلدي على التسجيل، وظهر فيه استهداف نقاط تمركز فصائل المعارضة السورية في قرية المقرز، التي تقع على أطراف سد الرقاد قرب حوض اليرموك، في الجهة الشمالية الغربية له، وشرقي قرية صيدا الجولان التابعة للقنيطرة.

ولم تعلق فصائل المعارضة على استهدافها في المنطقة، التي لا يسيطر “جيش خالد” ضمنها على أي جزء من المحافظة، عدا عن انتشاره في قريتي جملة وعابدين الحدوديتين مع الجولان المحتل، إضافة لمنطقة القصير وكويا على الحدود مع الأردن، إلى جانب نقاطه غربي درعا.

مقالات متعلقة

سوريا

المزيد من سوريا