عنب بلدي – إدلب
جمعت منظمات في الشمال السوري جهودها الإغاثية، في إطار عمل مشترك تحت عنوان “حملة إدلب الكبرى”، وتستهدف نازحي المعارك في ريفي حماة الشرقي، وإدلب الجنوبي الشرقي، وتقدم المستلزمات الأساسية لهم.
انطلقت الحملة في 14 كانون الثاني الجاري، بتنسيق مشترك بين سبع منظمات (ركين، الدفاع المدني السوري، هيئة الإغاثة الإنسانية التركية IHH، فريق ملهم التطوعي، بنفسج، فريق غطاء الرحمة التطوعي، ومؤسسة إشراقات- منتدى المرأة السورية).
شملت المرحلة الأولى النازحين في كل من سراقب وريفها وجسر الشغور وريفها، على أن تتوسع لتستهدف أعدادًا أكبر من المحتاجين. |
ووفق عاطف نعنوع، المسؤول الإعلامي للحملة وعضو فريق “ملهم التطوعي”، فإنها بدأت “لتنسيق الجهود بعد أن كانت كل منظمة تعمل لوحدها”، مشيرًا لعنب بلدي إلى أنها “نظمت في سبيل منع التضارب في التوزيع ومحاولة الوصول إلى أعداد أكبر من النازحين”.
إطلاق الحملة جاء لهدفين، شرحهما نعنوع، وقال إن الأول إغاثي لتوزيع المواد والمستلزمات الضرورية على النازحين الذين تجاوز عددهم 324 ألفًا، أكثر من نصفهم أطفال، مضيفًا أن الهدف الثاني إعلامي “للفت النظر والتعريف بأوضاع النازحين في المنطقة، من خلال حملات مناصرة وفي سبيل جمع تبرعات عن طريق الإنترنت أو بشكل مباشر عن طريق المنظمات المشاركة”.
وأوضح المسؤول الإعلامي للحملة، أن المرحلة الأولى منها مستمرة بالتعاون بين المنظمات السبع، على أن تتضمن المرحلة الثانية المنظمات التي ملأت طلبات انتساب، لافتًا إلى أن “أي منظمة يمكنها الاشتراك بعد ملء استمارات تدرس من قبل مسؤولي الحملة”.
مبادرة إنسانية
يحيى نعمة، الإعلامي في منظمة “بنفسج”، قال لعنب بلدي إن الحملة بمثابة مبادرة إنسانية، هدفها تنسيق العمل، معتبرًا أن أهم ما يميزها “انفتاحها على جميع المنظمات وترحيبها الدائم بجهود أي جهة عاملة على الأرض، ترغب بتقديم دعمها للنازحين”.
ووفق رؤية مدير الأمن الغذائي في المنظمة، عبد الرزاق عوض، فإنها تعزز العمل الجماعي للمتطوعين المشاركين من كافة الجهات، مشيرًا إلى أنها “تسهم في نبذ الفردية بالعمل”.
دائمًا تتوجه الحملات نحو منطقة معينة وربما تغفل بعضها، وفق ما قال عوض لعنب بلدي، مؤكدًا أن “العمل المشترك ربما يستطيع رأب الصدع الذي خلفه النزوح الكبير”.
وتتعاون مؤسسة “إشراقات” السورية، ومقرها اسطنبول، مع فريق داخل سوريا، وفق مديرتها ميساء سعيد، موضحة أن المؤسسة “قدمت ثلاثة آلاف غطاء وأربعة آلاف قطعة صوفية، صنعتها نساء سوريات يقطنّ في مخيم قرقميش بغازي عنتاب”.
ووجهت سعيد في حديثها لعنب بلدي نداءً للمؤسسات الداعمة “التي لم تتحرك”، مطالبة إياها بالمشاركة “لتوزيع ما توفره بشكل سليم بموجب الحملة التي من المفترض أن تتولاها الأمم المتحدة أو جهات داعمة كبيرة”.
حذرت الأمم المتحدة من تدهور أوضاع ما لا يقل عن 1.73 مليون سوري، يعيشون في المنطقة الواقعة شمال غربي سوريا، وصنفتهم على أنهم بحاجة للمساعدات الإنسانية الفورية، دون التحرك لإيقاف موجات النزوح أو إعانة النازحين.
ويقدر عدد السكان في إدلب وفق إحصائيات الأمم المتحدة، بحوالي 2.5 مليون نسمة، بينهم 1.1 مليون نازح بسبب المعارك.
عنب بلدي استطلعت آراء بعض النازحين من ريف حماة الشرقي، وقال مصطفى النعسان إن الكثير من العائلات تعاني من نقص المواد الغذائية وحليب الأطفال والطحين والمياه، مطالبًا بإيجاد حل واحتواء النازحين وتوفير المزيد من الخيم.
وناشد عبد الفتاح العباس الهيئات والمنظمات العاملة بضرورة تدارك النقص، متحدثًا عن أوضاع مأساوية يعيشها مئات الآلاف من النازحين، “نزحنا بما علينا من ملابس دون أن نخرج شيئًا معنا”.
وقالت غالية أم محمد، التي نزحت إلى مخيمات إدلب، إن معظم سكان مخيم “الكرامة” يعانون من نقص المواد الغذائية، مشيرة إلى عدم توفر مستلزمات التدفئة من غاز وكاز في ظل البرد.
لا يمكن التنبؤ بالعدد الذي ستغطيه الحملة، وفق إدارتها، إلا أنها مستمرة مع ازدياد أعداد النازحين، وتحاول المنظمات تنفيذ استجابات سريعة لمن نزح حديثًا، في حين رأى بعض الإداريين في المنظمات أن “الوضع يتطلب تدخلًا دوليًا في ظل الأعداد الهائلة من المتضررين”.