يروج النظام السوري لعقد مصالحات في مدينة درعا، من خلال اجتماعات ودعوات عن طريق مساجد المناطق التي تخضع لسيطرته.
آخر تلك الدعوات صدرت عن بعض المساجد في درعا المحطة، خلال خطبة الجمعة، 19 كانون الثاني، وتحدثوا عن ضرورة المصالحة والدعوة وغيرها، وفق ما قالت مصادر أهلية لعنب بلدي.
وتتزامن الدعوات مع تغييرات على مستوى القادة في قوات الأسد، على جبهات مدينة درعا، وتحديدًا في حي سجنة المتاخم لحي المنشية في درعا البلد، الخاضع لسيطرة شبه كاملة من قبل فصائل المعارضة.
وأتاح اتفاق “تخفيف التوتر” في الجنوب، الموقع في 9 تموز الماضي، الفرصة أمام فصائل المعارضة لالتقاط الأنفاس، بينما أعطى النظام المبادرة لإعادة تحريك ملف “المصالحات”، والذي فشل في تحريكه لأشهر عدة.
ووفق المصادر من درعا المحطة، فإن جميع مساجد المنطقة دعت إلى المصالحة اليوم، وعلى رأسها مسجدا “موسى بن نصير” في حي القصور، و”عبد الرحمن بن عوف” في حي السبيل.
وكانت محكمة “دار العدل في حوران”، ألقت القبض على أعضاء وفد من المناطق “المحررة”، تشرين الأول الماضي، بدعوى السعي لإجراء مصالحات مع النظام، قبل أن تطلق سراحهم بعد عدة أيام من دفعهم كفالات مالية.
ورغم تصدر ملف “مصالحة” الشيخ مسكين، منذ أشهر، إلا أنه ليس الوحيد وسط شائعات طالت إنخل وكفر شمس وداعل وغيرها، الأمر الذي دفع المجالس المحلية والفصائل العسكرية لإصدار بيانات نفت أي إمكانية للأمر.
ووفق مصادر عنب بلدي في درعا، شهدت درعا المحطة أول أمس اجتماعًا بحضور محافظ حكومة النظام وأمين الفرع وأعضاء في “مجلس الشعب” من درعا، إلى جانب رئيس لجنة المصالحة، وضابط روسي مسؤول عن الملف في المنطقة الجنوبية.
وقالت المصادر إن حوالي 150 شخصًا حضروا الاجتماع، جميعهم من الوجهاء وبعضهم من المناطق “المحررة”.
وتضمن الاجتماع ترويجًا لـ “انتصارات الجيش وانتهاء الحرب على الإرهاب، ودعوات إلى عقد مصالحات في درعا، بشكل يشبه ما جرى في بيت جن حديثًا، بما فيها تطمينات وضمانات للموظفين والراغبين بالمصالحة”.
وليست المرة الأولى التي يروج فيها النظام لعقد “مصالحات”، إلا أن توسيع النطاق ليشمل دعوات من خلال المساجد، عزز من جدية الطرح، وفق ناشطين من المحافظة.
–