نازحو إدلب يشتكون لعنب بلدي البرد ونقص المساعدات
تفاقمت معاناة النازحين شمالي سوريا بعد العمليات العسكرية التي تشهدها المنطقة، بين النظام السوري وفصائل المعارضة المسلحة، منذ أربعة أشهر.
عنب بلدي التقت مجموعة من النازحين في مخيم الكرامة شمالي محافظة إدلب، الخميس 18 كانون الثاني، اشتكوا خلالها من صعوبة الظروف التي يعيشونها في ظل انخفاض درجات الحرارة وصعوبة وصول فرق الإغاثة والمساعدات الدولية.
وقالت إحدى النساء النازحات، وتدعى غالية أم محمد، إن معظم سكان المخيم يعانون من نقص المواد الغذائية، وخاصة الخبز وحليب الأطفال، مشيرة إلى عدم توفر مستلزمات التدفئة من غاز وكاز في ظل البرد.
فيما قالت سيدة أخرى، وتدعى دلال، إن الخيم التي يعيشون فيها “مهترئة”، ومياه الأمطار تتسرب باستمرار، وأضافت “منذ أربعة أشهر لم نحصل على المساعدات الغذائية، أنا أرملة ولدي طفل يتيم أجد صعوبة في تأمين الطعام والحليب له”.
وكانت منظمة الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية نوهت إلى صعوبة وصول منظمات الإغاثة إلى المحتاجين في إدلب، داعيًا أطراف النزاع إلى تسهيل وصول المساعدات الإنسانية لهم.
وشن النظام السوري حملة عسكرية، في تشرين الأول الماضي، على معقل فصائل المعارضة جنوبي إدلب لاستعادة السيطرة عليها، واستهدف تجمعات كبيرة للمدنيين، ما أدى إلى حركة نزوح كبيرة للسكان إلى المناطق الأكثر أمنًا في المحافظة.
وأحصت المنظمة الأممية، في تقرير نشرته الثلاثاء الماضي، نزوح ما يزيد عن 200 ألف شخص في الفترة بين 15 كانون الأول الماضي و16 كانون الثاني الجاري.
وقالت إن ما يزيد عن 6700 عائلة نزحت من المناطق التي تشهد نزاعات في ريف إدلب الجنوبي وشمال شرقي حماة وريف حلب الجنوبي، إلى المناطق الأكثر أمانًا في قرى ومدن إدلب، وإلى مخيمات المحافظة.
أبو فهد، مواطن نازح من قرية الويبدة بريف إدلب الشرقي، قال لعنب بلدي إن أوضاع النازحين في مخيم الكرامة “مأساوية جدًا”، مع تزايد أعداد الوافدين إليه، وأضاف “نحن بحاجة إلى المحروقات من أجل التدفئة، وبحاجة إلى العوازل بين الخيم التي أصبحت مكشوفة غلى بعضها، بحاجة إلى المنظفات وملابس شتوية للأطفال”.
وتابع “النازحون هنا لم يستطيعوا حتى الآن سوى الحصول على السلة الغذائية الشهرية وبصعوبة”.
وناشد المواطن الجهات المعنية والمنظمات الداعمة بمراعاة ظروف هؤلاء النازحين، وتوفير مقومات الحياة الأساسية لهم، خاصة أن جميعهم “فقراء جدًا لا يملكون المال تركوا بيوتهم ومناطقهم التي تشهد نزاعات ولجؤوا إلى الخيم”.
وحذرت الأمم المتحدة من تدهور وضع ما لا يقل عن 1.73 مليون سوري يعيشون في المنطقة الواقعة شمال غربي سوريا، وصنفتهم على أنهم بحاجة للمساعدات الإنسانية الفورية.
ويقدر عدد السكان في إدلب بـ 2.5 مليون نسمة، بينهم 1.1 مليون نازح، وفق أرقام الأمم المتحدة.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :