جمال ابراهيم – درعا
بعد أن قامت قوات المعارضة بحصار سجن غرز لمدة عام تقريبًا، وتكثيف الحصار لمدة 45 يومًا، أعلنت فصائل تابعة للجيش الحر من بينها جيش اليرموك وألوية العمري وفرقة 18 آذار ولواء درع أسود السنة ولواء فلوجة حوران تحرير سجن غرز في 19 آذار الفائت.
وبحسب ناشطين في المدينة، فقد ظهرت آثار التعب والإرهاق والمرض على معظم السجناء الذين قارب عددهم 350 سجينًا، حيث تم تحرير كافة السجناء السياسيين، فيما أحيل أصحاب الجنايات إلى المحكمة الشرعية التي أسست في أعقاب التحرير على يد عدد من فصائل الجيش الحر، والتي تحكم وفقًا للمعلومات التي تم جمعها من السجناء ووفقًا للمستندات التي وجدت في إدارة السجن.
غلاء الأسعار وحرمان من الطعام داخل السجن
وفي مقابلة مع نضال أبو نبوت، أحد المفرج عنهم، ذكر لعنب بلدي أن مسؤولي السجن “قاموا باحتكار المواد الأولية واستغلال المساجين وبيعهم الرز والسكر بضعف الأسعار”، مضيفًا “قبل اشتداد الحصار كانوا يوزعون ثلاث وجبات لكل سجين، ولكن تقلص عدد الوجبات إلى وجبة واحدة مكونة من خمس أو ست ملاعق من الرز ثلاثة أيام في الأسبوع فقط، وأصبح الضباط يبيعون الطعام للمساجين بأسعار مرتفعة جدًا”.
تعذيب واعتداءات جنسية على الأطفال لقاء مبلغ مالي
وأضاف أبو نبوت “تم الاعتداء الجنسي على الأطفال المعتقلين بتهمة التظاهر، وبيع هؤلاء الأطفال في المنفردات للمساجين بمبلغ من المال (5000 ليرة سورية) بعلم الضباط. في السجن، كان المقدم خليل وثلاثة عناصر يقومون بتعذيب السجناء، حتى أن بعضهم اختل عقليًا نتيجة التعذيب الشديد، واستشهد أكثر من 18 معتقلًا نتيجة نقص الأدوية والغذاء، من بينهم الشابان خليل عواد من دمشق وإبراهيم خلو وهو مسيحي”.
ويقول إبراهيم، وهو سجين مفرج عنه، إن عناصر السجن كانوا يقومون باستغلال معظم السجناء، إلا أن المتظاهرين كانوا يتلقون “معاملة خاصة” ويتعرضون للتعذيب أكثر من أي سجين. و”خلال الحصار حرمنا الغذاء لتنتشر عدة أوبئة ويتوفى عدد من الأشخاص نتيجة نقص الدواء، منهم علي الأحمد من درعا الغورية الشرقية وجميل أحمد زعرور من حلب ومحمود ياسين من درعا وأبو داود من مخيم درعا، حيث دفنوا جميعهم في حديقة وراء سور السجن، بينما ساءت الحالة النفسية للعديد من المعتقلين أمثال محمد علي جابر من دير الزور”. وبعد خروجهم من السجن، تم إسعاف أكثر من 60 مصاب إلى مشفى نصيب معظمهم في حالة صحية مزرية.
وذكر أبو علي، أحد المشاركين في عملية التحرير “عندما دخلنا السجن وجدناه مليئًا بالطعام والأدوية، إلا أن الضباط في السجن تركوا المعتقلين يموتون جوعًا ومرضًا”.
المحررون، بعد ستة أشهر
معظم من حرروا من سجن غرز التحقوا بصفوف الجيش الحر، أما من كان يعاني منهم من أمراض خطيرة فقد توفي بعد خروجه بفترة قصيرة، وتمكن عدد قليل منهم من العودة إلى أهله. أما المحكومون بأحكام جنائية فقد أبقت عليهم المحكمة الشرعية لاستكمال العقوبة، بينما بقي مغتصبو الأطفال دون محاسبة، فالقضية لم يثرها أحد ولم يتحقق منها أحد، بسبب حساسيتها، إلا أن معظم من خرجوا من السجن أكدوا حدوث حالات اغتصاب للأطفال.
ويبقى سجن غرز من بين الكثير من السجون السورية، التي شهدت بين جدرانها جرائم يندى لها جبين الإنسانية، كان معتقلو سجن غرز أكثر حظًا من غيرهم من المعتقلين، ليرووا جزءًا من فصول التعذيب التي يتلقاها المعتقلون السوريون على يد نظام الأسد.