عنب بلدي – خلود حلمي
بعد انطلاق معركة “الوعد الحق” في القنيطرة، التي أعلنتها مجموعة من كتائب الجيش الحر العاملة في الجنوب نهاية شهر آب الماضي، والتقدم الذي حققته في ريف القنيطرة وصولًا إلى مداخل الغوطة الغربية، تحاول عنب بلدي تسليط الضوء على مجريات المعركة من خلال لقاء مع المقدم نجم أبو المجد، القائد الميداني للفرقة 24 مشاة، المشاركة في معركة القنيطرة، وهو من أوائل المنشقين عن جيش النظام وشارك في معركة تحرير الجامع العمري.
إذ خسرت قوات الأسد في معارك القنيطرة عددًا كبيرًا من الجنود، في حين اغتنم مقاتلو المعارضة ذخائر وأسلحة نوعية، ساعين لتأمين شريط يمتد من درعا إلى القنيطرة، حيث تمثل تلك المنطقة المثلث الحدودي الأردني-السوري-الفلسطيني، ولقد حاول جيش الأسد استعادة بعض البلدات إلا أنه أخفق في ذلك.
ويجيب المقدم عن سؤال عنب بلدي، حول الأسباب التي دفعت كتائب القنيطرة للبدء المعركة والأهداف منها، بالقول:
كان لنا شرف المشاركة بتلك المعارك، لم يتم اختيار قطاع الجولان من فراغ، همّنا الأكبر هو الوصول لدمشق والتخفيف عنها ونقل المعركة لأرض النظام. واختيرت الجولان لعدة أسباب منها جيوسياسية ومنها عسكرية. عسكريًا، يقوم على حماية الجولان لواءين هما 90 والـ 61، وهما ألوية الحيطة ويغطيان قطاعًا بطول 74 كم وعمق 15 كم، ويتوزع هذان اللواءان على شكل سرايا وفصائل مختلطة، أي تحوي كل أنواع العتاد، سواء مضادات الدبابات والدبابات إلى مضادات الطيران.
هناك تطورٌ كبيرٌ في نتائج المعركة وتحرير مساحات واسعة في مدة زمنية قليلة، ما سبب هذا التقدم المفاجئ، ومن هي الكتائب المشاركة في المعركة؟
بالنسبة للتشكيلات العاملة في المعركة، معظمها من الجيش الحر وأولها فرقة 24 مشاة وأنا فيها، وفرقة الحمزة وجبهة ثوار سوريا وجيش اليرموك ولواء توحيد الجنوب والفيلق الأول وغيرها من التشكيلات الأخرى.
إن تنظيم اللواءين 90 و61 على شكل سرايا وفصائل سهل عمليات قضم تلك التشكيلات وبالتالي السيطرة على الـ 61، وفيما بعد على الـ 90، كما أضافت الحركية العالية للجيش الحر والقدرة على المناورة نجاحًا آخر. ناهيك عن أن معظم جنود النظام في جبهة الجولان لا يمتلكون خبرات القتال التي يمتلكها الجنود الموجودين في المدن الثائرة.
وساعدنا أيضًا عدم قدرة الطيران على العمل بحرية بسبب اتفاقيات النظام الأسدي مع “إسرائيل” ووجود قوات اليونفيل. كما أن التنسيق المحكم للجيش الحر والسعي لامتلاك السلاح زاده قوة وتصميمًا بالعمل في الجولان للحصول على ما يريد من السلاح، وفوق ذلك كله تعتبر الجولان الطريق الأقرب والأسهل للوصول إلى دمشق. وبهدف الابتعاد عن المحور الشرقي للجاة لأن تشكيلات النظام الموجودة هناك على شكل ألوية وفرق وقواعد جوية ما يجعل من الصعب العمل على تحريرها، ولنا تجربة في الـ 52 وكيف فشلت والأسباب التي أدت إلى فشلها.
من المتوقع أن ينظم الأسد حملة عسكرية معاكسة لاسترداد المناطق المحررة، هل تتجهزون لضربات محتملة، وما مدى التنسيق بين غرف العمليات؟
هناك تنسيق كامل على مستوى غرف العمليات وعددها ثمانية غرف، والوضع في الجولان تحت السيطرة، بقيت بلدتان وهما خان أرنبة ومدينة البعث وتعلن القنيطرة محررة من نظام الأسد بالكامل. وأدى تنظيم التعاون وبمستوى عال إلى تشتيت قيادة النظام وإضاعته ما أدى إلى سقوطه المدوي. المدن المحررة بالكامل تحت سيطرة الجيش الحر وهي بأمان.
ما هي أبعاد التعاون مع جبهة النصرة، خصوصًا بعد احتجاز عناصر من قوات حفظ السلام الدولية؟
من وقت ليس قريب أحجم الجيش الحر عن العمل مع جبهة النصرة، الجيش الحر يعمل باستقلالية. أما بخصوص احتجاز عناصر من قوات الأمم المتحدة، فقد استهجن الجيش الحر هذا التصرف سيما أن عناصر الأمم المتحدة قدمت خدمات إنسانية لأهل الجولان حتى الجرحى ومنهم النصرة.. جبهة النصرة تعمل لوحدها من السابق دون تنسيق معنا.
هناك اتهامات بالعمالة مع إسرائيل، خصوصًا وأنها أسقطت طائرة للأسد يوم الثلاثاء الماضي، ماذا ترد على ذلك وهل هناك تنسيق مع الجانب الإسرائيلي؟
بالنسبة للعمل في الجولان له حساسية سيما قربها من إسرائيل، بقي نظام الأسد الحارس الأمين لإسرائيل مدة 40 عام، لذلك عملت إسرائيل دوليًا لدعم نظامه الظالم، وما نراه من خرق لطيران النظام ودباباته ومدفعيته لخط الهدنة إلا نوع من التعاون بينهما. أما بالنسبة للاتهامات، فلا يوجد أي تنسيق للجيش الحر مع إسرائيل والنظام يروج لمثل هذه الشائعات حتى يغطي فشله وخيبته على أرض الجولان
أما بالنسبة لإسقاط طائرة للأسد من الجانب الإسرائيلي، فهذا السلاح دفع ثمنه من دم أهلنا وشعبنا واليوم زجه النظام في أتون حرب ضد هذا الشعب. أما بالنسبة لضرب الطيران من قبل إسرائيل، فكانت رسالة واضحة للنظام بأن اللعبة انتهت وانتهى دوره كحارس أمين بعد خسارته لمعظم الجولان.
كيف تتعاملون مع الأسرى في المنطقة، ومن هو المسؤول عن الأسلحة والذخائر التي اغتنمتموها؟
معظم جنود النظام لاذوا بالفرار وسقط عدد كبير منهم قتلى. ونحن نتقيد بمعاهدات جنيف والقانون الدولي الإنساني بخصوص قتلى النظام وأسراه
أما الغنائم فهي بأيدٍ أمينة وسلاحنا عاد إلينا، حيث استخدمت الغنائم في المعارك فورًا وهي بيد الجيش الحر منها الدبابات والعربات وقواعد مضادات الدبابات وغيرها.
يقوم الجيش الحر، وخاصة التشكيلات التي حققت الانتصارات في المنطقة، بتقديم الإغاثة للمدنيين وحمايتهم،
ما هي رؤيتك لسير المعارك في المرحلة المقبلة، وهل ستستمرون في القتال نحو الغوطة الغربية؟
الهدف الوصول إلى الغوطة الغربية وخاصة داريا.. إن شاء الله، وجهتنا دمشق، لن تثنينا عزيمة، الشام أمانة في رقابنا ما دامت السماء والأرض ولن نخذلها بإذن الله.
هناك إرادة وشوق للشام ندعو الله أن يكرمنا بدخولها.. كذلك هناك انهيار عمودي وأفقي في قوات النظام. جيش حارب لمدة 4 سنوات انخفضت روحه المعنوية ودمرت آلياته وقتل معظم جنوده من أجل كرسي، معظم الجنود هم من السنة، ممن دمرت بيوتهم ومدنهم، لذلك لا توجد قناعات لهذا الجيش بالاستمرار، ولم تتدخل قوات التحالف إلا عندما أدركت علامات سقوط هذا النظام.