في محاولة لسد العجز الإنتاجي في الكهرباء … حكومة الأسد تستورد عنفات لتوليد الكهرباء
عنب بلدي – العدد 136 – الأحد 28/9/2014
أعلنت وزارة الكهرباء يوم الثلاثاء 23 أيلول عن وصول العنفات الريحية لتوليد الكهرباء إلى مرفأ طرطوس (توربينات لتوليد الطاقة الكهربائية عن طريق الرياح)، وذلك بناءً على مذكرة التفاهم التي وقعتها وزارة الكهرباء في وقت سابق مع “المجمع السوري–الأوروبي”.
وقالت الوزارة في البيان الذي نشرته على صفحتها الرسمية على موقع “فيسبوك” إنّ “العنفات نقلت بالفعل من المرفأ البحري، وهي في طريقها ليتم تركيبها”، من دون أن تفصح عن المكان الذي سيتم فيه تركيب تلك العنفات، لكنها ختمت بيانها بتوضيح وظيفة العنفات إذ “سترفد الشبكة الكهربائية لتساهم بحل جزء كبير من مشكلة الطاقة في سوريا مستقبلًا”.
وفي سياق متصل صرح وائل الحلقي رئيس حكومة الأسد في اجتماع الحكومة الأسبوعي أن وزارة الكهرباء ستبدأ بتحسين وضع الكهرباء وستبدأ العمل على تخفيض ساعات التقنين، دون أن يفصح عن الآلية المتبعة لتحسين وضع الكهرباء، التي تعاني عجزًا حادًا منذ ثلاث سنوات.
وبحسب دراسة سابقة صادرة عن البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة، فإنه يمكن تقسيم المناطق الملائمة لاستثمار الرياح والتي تمتلك سرعة وسطية للرياح أكبر من 5 أمتار في الثانية، إلى خمس مناطق:
الأولى هي منطقة الجبال الساحلية الممتدة من إدلب وحتى غربي حماة وغربي مدينة حمص، والتي يسيطر عليها النظام، مع وجود مراكز قريبة للمعارضة المسلحة يمكن أن تهدده بشكل دائم. الأهم أن تلك المناطق، وهي تتمتع برياح جيدة، هي امتداد للسلاسل الجبلية، إذ تحتوي على غابات كثيفة ومناطق زراعية (أشجار مثمرة) ما يعيق إنشاء المزارع الريحية.
الموقع الثاني في المنطقة الوسطى الممتدة من مدينة قطينة وباتجاه الشرق حتى تدمر وإلى غربي دير الزور وشرقي الرقة، وتسيطر عليها فصائل المعارضة المسلحة وداعش وجبهة النصرة. ومن ثم تأتي المنطقة المحيطة بالطريق الدولية (حمص-دمشق) والتي استعاد النظام معظم بلداتها مطلع العام الحالي (يبرود، النبك، قارة، دير عطية …الخ)، وهو يسيطر عليها بشكل محكم اليوم بمساعدة حزب الله، لكن المنطقة تعاني من انخفاض معدل سرعة الرياح.
المنطقة الأخيرة هي المنطقة الجنوبية الغربية الممتدة من جنوب مدينة دمشق وحتى مدينة القنيطرة ومرتفعات الجولان، وهي خارجة بأجزاء كبيرة منها عن سيطرة النظام. لكنها تمتاز بمعدل سرعة رياح أعلى من خمسة أمتار في الثانية، وكانت شهدت تركيب أول عنفة ريحية في سوريا في نهاية التسعينيات.
ويبقى الإعلان عن مشروع العنفات الجديد رهانًا يشكك كثيرون بقدرة النظام على إنجاحه حتى لو استثمره في المناطق التي يسيطر عليها، إذ تعاني سوريا منذ ثلاثة أعوام نقصًا حادًا في إنتاج الكهرباء بسبب انخفاض إنتاج الغاز من 30 مليون متر مكعب إلى نحو 15 مليون متر مكعب سنوياً، ناهيك عن خروج عدد كبير من المحطات عن الخدمة.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :