أبدى قائد “هيئة تحرير الشام”، “أبو محمد الجولاني”، استعداده لفتح صفحة جديدة مع الفصائل العسكرية في الشمال السوري، تزامنًا مع حملة قوات الأسد والميليشيات المساندة له على المنطقة.
وفي تسجيل صوتي نشرته “تحرير الشام” اليوم، الأربعاء 17 كانون الثاني، تحدث الجولاني عن أسباب تقدم قوات الأسد في ريف إدلب وربطها باتفاق “أستانة” الأخير الذي وقعت عليه بعض فصائل “الجيش الحر”.
وقال إن “تحرير الشام” رفضت مسار “أستانة”، والذي نجح في إسباغ الشرعية على “المحتل الروسي”، كما أنها لم تكن كطرف في أي مؤتمر من المؤتمرات التي خصت الشأن السوري.
ويأتي حديث الجولاني بالتزامن مع تقدم كبير لقوات الأسد في الميليشيات المساندة لها في ريف حلب الجنوبي، إذ سيطرت على أكثر من 35 قرية وغدت على مسافة قريبة من مطار أبو الظهور العسكري من الجهة الشرقية.
وكانت فصائل المعارضة في إدلب أطلقت معركة بغرفة عمليات واحدة من “الجيش الحر”، وتحاول استعادة المناطق التي خسرتها مؤخرًا في ريف إدلب الشرقي.
ودعا الجولاني كل فصيل أن يشارك في صد محاولات تقدم قوات الاسد، مبديًا جاهزيته للتصالح وفتح صفحة جديدة عبر مصالحة شاملة تنطلق من الداخل، وتزيل العقبات كاملة على مستوى الساحة.
وكانت “تحرير الشام” نشرت صور الجولاني، في 7 كانون الثاني، وقالت إنه في اجتماع طارئ لبحث تطورات ريف إدلب، بعد التقدم الذي حققته قوات الأسد، إلى جانب عدد من القياديين بينهم أبو يوسف الحموي أمير سجن العقاب، وأبو الفتح الفرغلي.
ودارت مشاورات في الأيام الماضية بين فصائل المعارضة لتنسيق غرفة عمليات عسكرية مشتركة في الشمال السوري، على غرار تجربة “جيش الفتح”، إلا أنها لم تنجز بشكل كامل على خلفية عدم الالتزام ببعض بنود الاتفاق من جانب “تحرير الشام”، بينها إخراج المعتقلين وتسليم مقرات لبعض الفصائل بينها “أحرار الشام”.
واستلم “الجولاني” قيادة “تحرير الشام” مجددًا، في أيلول 2017 الماضي، بعد استقالة القائد السابق، “أبو جابر الشيخ”، بالتزامن مع توتر خلفته جملة انشقاقات واستقالة شخصيات مؤثرة فيها، أبرزها القاضي الشرعي السعودي عبد الله المحيسني.
وأمسكت “الهيئة”، نهاية تموز الماضي، بمفاصل محافظة إدلب المدنية والعسكرية، عقب مواجهات عسكرية مع حركة “أحرار الشام الإسلامية” انتهت بانسحاب “الحركة” إلى منطقة الغاب في ريف حماة الغربي.
وقالت مصادر عسكرية لعنب بلدي إن زحف قوات الأسد يأتي بعد انسحاب “هيئة تحرير الشام” من مواقعها في جنوبي حلب، لكن “الهيئة” أخلت مسؤوليتها من التراجع، وحملت “فصائل أستانة” المسؤولية عن الانسحاب، ومناطق “تخفيف التوتر” التي وقعت مؤخرًا.
–