يفاوض خمسة معارضين، بينهم قياديون في “الجيش الحر”، على قضايا تمهد لتغييرات مهمة في الملف السوري، في زيارة مستمرة لواشنطن، منذ مطلع كانون الثاني الجاري.
ووفق ما ترجمت عنب بلدي عن قناة “فوكس نيوز” الأمريكية اليوم، الثلاثاء 16 كانون الثاني، فإن خمس شخصيات تشارك في وفد المعارضة وهم: مصطفى سيجري، أسامة أبو زيد، سعد فهد شويش، خالد عبا، وياسر الحاجي.
ونشرت القناة صورة للشخصيات الخمس، التي تفاوض من أجل أربع قضايا على رأسها “مواجهة الميليشيات الإيرانية وطردها من سوريا”، واستئناف الدعم لفصائل “الجيش الحر”.
إضافة إلى تمكين الحكومة السورية المؤقتة في المناطق المحررة، واستمرار التعاون في الحرب على “الإرهاب”، وفق ما قال سيجري في حديث سابق إلى عنب بلدي.
ويشغل سيجري منصب رئيس المكتب السياسي في لواء “المعتصم”، الذي ينتشر مقاتلوه شمالي حلب، وتلقوا دعمًا من وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) قبل إيقافه نهاية العام الماضي.
وقال سيجري للقناة الأمريكية “لن نتخلى عن القتال ومن المستحيل العودة إلى أيام ما قبل الحرب”، مردفًا “علمنا التاريخ أن الديكتاتوريين لا يمكنهم النجاح في قمع الإرادة الشعبية، وليس هناك عودة عما قرره الشعب السوري”.
ويحضر أسامة أبو زيد، الذي شغل منصب المتحدث باسم وفد قوى الثورة إلى أستانة سابقًا، الاجتماعات في واشنطن.
وينحدر الشاب من مدينة داريا غرب دمشق، وهو من مواليد 1986 وينحدر من عائلة معترماوي، ودرس الحقوق في جامعة دمشق.
الشخصية الثالثة تتمثل بسعد فهد الشويش، عضو المجلس الوطني ورئيس المجلس المحلي لمحافظة الرقة سابقًا.
ورصدت عنب بلدي منشورًا على الصفحة الشخصية للشويش، تؤكد زيارته لواشنطن في الزيارة التي لم يعلن عنها رسميًا حتى اليوم.
وقال شويش للقناة إنهم يطمحون للتعاون “لأننا لا نثق بروسيا التي توفر دعمًا جوهريًا وغير محدود للنظام السوري”، مضيفًا “لا يمكننا القبول بموسكو كحليف أو شريك بينما يستمر في دعم الأسد”.
إلى جانب المعارضين الثلاثة، يشارك ياسر الحاجي مدير مكتب العلاقات الخارجية في الحكومة المؤقتة.
وقال لـ”فوكس نيوز”، إن الهدف من زيارتهم الحالية هو “التنبيه لكيفية إدارة التهديدين الروسي والإيراني للسوريين ومستقبلهم”، محذرًا من سعي إيران للسيطرة على سوريا ولبنان والعراق.
الشخصية الخامسة في واشنطن هي خالد عبا، رئيس المكتب السياسي في “الجبهة الشامية”، وعضو مستقل في وفد المعارضة إلى النسخة الثامنة من جنيف.
وتحدث للقناة الأمريكية إن روسيا ترى في سوريا فرصة لتوسيع نفوذها العالمي، على حساب الولايات المتحدة الأمريكية.
وكانت الولايات المتحدة أعلنت، في 22 تموز 2017، إنهاء برنامج وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، المعني بتسليح فصائل المعارضة السورية، والذي أطلقته الوكالة في عهد الرئيس السابق، باراك أوباما.
وعقب إعلان إيقاف الدعم برر رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، دونالد ترامب، بأنه “خطير وغير فعّال”.
قدمت المعارضة رؤيتها لمواجهة النفوذ الإيراني المتنامي في سوريا، “بفعل القتل والتنكيل والبطش والدعم العسكري الروسي اللامحدود”، بحسب حديث سابق مع سيجري.
وأشار إلى أنه “كان هناك وجهات نظر متقاربة واتفاق كامل حول خطر إيران في المنطقة وضرورة التحرك السريع لمواجهته”.
كما أكد رفض المعارضة خلال النقاشات لمؤتمر “سوتشي”، مشددًا “لا نثق بالجانب الروسي وخصوصًا في ظل استمرار خرق اتفاق تخفيف التوتر والقتل والتدمير والقصف”.
وختم سيجري حديثه مؤكدًا أن الزيارة تنتهي خلال أيام قليلة، “كانت الآراء متطابقة مع الجانب الأمريكي حول الكثير من الأمور، وخاصة فيما يتعلق بملف إيران وحزب الله والميليشيات الإيرانية والتنظيمات الإرهابية”.