حدد مسؤول في “وحدات حماية الشعب” (الكردية) قيمة الموازنة التي وضعتها أمريكا لدعم القوة العسكرية التي أعلنت عنها منذ يومين شمالي سوريا.
ونقلت صحيفة “الشرق الأوسط” عن القيادي الذي لم تذكر اسمه اليوم، الثلاثاء 16 كانون الثاني، أن الجيش الأمريكي فتح معسكرات شرق نهر الفرات لتدريب 30 ألف عنصر بموازنة تصل إلى 400 مليون دولار أميركي.
وقال إن المهام المحددة للمقاتلين تتركز بحماية الحدود مع العراق وتركيا ونهر الفرات، الذي تنتشر قوات الأسد وراءه، لافتًا إلى أن دبلوماسيين أمريكيين سيصلون إلى منطقة نهر الفرات للإقامة في هذه المنطقة.
وأعلن التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية، أول أمس الأحد، أنه يعمل مع فصائل سورية تقودها قوات “سوريا الديمقراطية” (قسد) لتشكيل قوة حدودية من 30 ألف فرد.
ولاقى الإعلان فور صدوره رفضًا واسعًا وخاصة من تركيا وروسيا وإيران، وبينما هددت تركيا بالقضاء على القوة العسكرية قبل ولادتها، اعتبرت روسيا أن هذه العملية ترسيخ للتقسم في سوريا، وقالت إيران إنه “تدخل سافر في شؤون البلد”.
وبحسب ما نقلت الصحيفة عن مسؤول غربي “رفيع المستوى” فإن واشنطن تبحث عن وسائل لانخراط حلفائها شرق نهر الفرات في العملية السياسية.
ويتزامن الإعلان عن التحضير للقوة العسكرية مع توتر علاقات بين روسيا وأمريكا، بدأت أولى بوادره بتمسك أمريكي بمحادثات جنيف الخاصة بالتسوية السياسية في سوريا.
ويقابله إصرار روسي على تعزيز المسار السياسي في “سوتشي”، التي رفضتها معظم أطياف المعارضة السورية.
ويأتي الحديث عن القوة العسكرية مع زيارة قادة من فصائل “الجيش الحر” إلى الولايات المتحدة الأمريكية، لبحث عدة أمور بينها الاستمرار بمحاربة “الإرهاب” والحصول على دعم عسكري بعد توقف عمل غرفتي “موك” و”موم”.
ووفق ما يفرضه الواقع السياسي الحالي، بدأت الدول المؤثرة في الملف السوري خلط أوراقها من جديد، قبل أيام من “مؤتمر الحوار الوطني” الذي تروج له موسكو منذ أشهر، لجعله المسار الوحيد للانتقال السياسي وتشكيل رؤية جديدة في المنطقة.
وبحسب معلومات عنب بلدي تلقت “قسد” بعد انتهاء العمليات العسكرية ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” مبالغ مالية تقسمت على قطاع الإعلام والقطاع العسكري، إلى جانب ملف إعادة إعمار مدينة الرقة وإزالة الألغام فيها، عدا عن عشرات الآليات والعربات العسكرية التي يتكرر إدخالها إلى المناطق التي تسيطر عليها في المنطقة الشرقية في سوريا.
وتترقب الساحة السورية ما سينتج عنه “جنيف 9” المقرر عقده، في 26 كانون الثاني الجاري، والذي تشير التوقعات الأولى عنه إلى ثقل أمريكي كبير من شأنه تغيير الواقع العسكرية والسياسي في سوريا من جديد.
–