هل تسلم “الوحدات الكردية” عفرين للأسد؟

  • 2018/01/14
  • 12:23 م
لافتة طرقية تدل على مدينة دارة عزة وعفرين بريف حلب - 12 حزيران 2017 (عنب بلدي)

لافتة طرقية تدل على مدينة دارة عزة وعفرين بريف حلب - 12 حزيران 2017 (عنب بلدي)

يدور الحديث عن فرضية عودة مدينة عفرين في ريف حلب الشمالي الغربي إلى سيطرة النظام السوري، رغم تهديدات أنقرة بقرب عمليات عسكرية فيها، على لسان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان.

واطلعت عنب بلدي اليوم، الأحد 14 كانون الثاني، على بعض الآراء التي تضمنتها مقالات لكتاب نشرت في صحف عربية، تحدث كتابها عن إمكانية تسليم عفرين إلى النظام، بموجب تفاهمات.

وألمح أردوغان، خلال كلمته في مؤتمر حزب “العدالة والتنمية” بولاية إلازيغ شرقي تركيا، أمس، إلى إمكانية انطلاق عملية عسكرية موسعة في عفرين ومنبج، لطرد “وحدات حماية الشعب” (الكردية) منها.

وهدد “إذا لم ينسحبوا (مقاتلو الوحدات الكردية) خلال أسبوع واحد، سنسحقهم كما فعلنا مع عناصر تنظيم داعش الإرهابي في عملية درع الفرات”.

الكاتب والروائي السوري عمر قدور، كتب في صحيفة “الحياة”، مقالًا حمل عنوان “أنقرة إذ تعيد الأكراد إلى سلطة الأسد“.

وأشار الكاتب إلى “تغير الخطاب التركي الذي كان معاديًا لبشار الأسد، ليركز على وحدة الأراضي السورية ومحاربة الإرهاب، وفق الفهم الذي يستهدف حزب العمال الكردستاني (PKK)، وفرعه السوري (PYD)”.

واعتبر قدور أنه “مثلما أسهمت أنقرة في عودة سلطة بغداد إلى إقليم كردستان، تبدو عازمة على إعادة مناطق سيطرة الميليشيات الكردية في سوريا إلى سلطة بشار”.

ولفت إلى أن “الميليشيات الكردية قد تناور للإبقاء على سلطتها الخاصة، لكنها في النهاية تفضل تسليم تلك المناطق لبشار، على تسليمها لتركيا أو لفصائل سورية تعمل تحت المظلة التركية، وهذه الميليشيات على يقين من أن أنقرة لن تخوض حينئذ نزاعًا مع قوات الأسد من أجل السيطرة على المناطق المستهدفة”.

احتمال آخر تحدث عنه الكاتب ووصفه بـ “المستبعد”، مشيرًا إلى أنه يتمثل “بتلقي الميليشيات حماية أمريكية مباشرة، إلا أن إدارة ترامب، بعد التخلص من داعش، لن تكون متحمسة لانخراط أوسع في تفاصيل الشأن السوري”.

في السياق ذاته، تحدثت صفحات محلية من حلب، كانون الأول الماضي، عن اتفاق بين “الوحدات” والنظام، يقضي بتسليم أحياء تسيطر عليها الأولى في مدينة حلب، ومنها الشيخ مقصود، دون تعليق رسمي من الطرفين.

رغم أن الاتفاق تزامن مع اتهامات متبادلة بين النظام و”الوحدات”، إذ وصف الأسد منتسبي الأخيرة بـ “الخونة”، بينما ردت “قوات سوريا الديمقراطية”، التي تشكل الوحدات الكردية عمادها، ببيان تضمن عبارة “بشار الأسد وما تبقى من نظام حكمه، هم آخر من يحق لهم الحديث عن الخيانة”.

في إطار الاتهامات والأحاديث التي قالت إن الأسد عرض قبل أشهر، القبول بفيدراية كردية في “منطقة الجزيرة”، مقابل بقاء عفرين تحت سيطرته، اعتبر بعض الكتاب أن تسليم المدينة “أسهل من الخيار العسكري الذي يلوح به أردوغان”.

وتتخوف أنقرة من تمدد الوحدات الكردية على شريطها الحدودي، ولذلك عزلت عفرين عن شمال شرقي سوريا، في إطار عمليات “درع الفرات” التي دعمت من خلالها “الجيش الحر” لطرد تنظيم “الدولة الإسلامية” من ريف حلب الشمالي.

خريطة السيطرة الميدانية شمالي سوريا – 14 كانون الثاني 2018 (livemap)

شخصيات كردية علقت على إمكانية تسليم عفرين، من بينها آزاد عثمان، مسؤول المكتب الإعلامي لرابطة المستقلين الكردة، الذي رجح “انسحاب (PYD) من عفرين لصالح النظام لحفظ ماء الوجه”، على اعتبار أن “استمرار المعركة مع تركيا وحلفائها يستدعي تدخلًا دوليًا، كما حصل في كوباني، وستكون خسائره كبيرة”، وفق ما نقل عنه موقع “عربي 21”.

الحديث عن عفرين ومستقبلها، جاء بعد ليلة قصف مكثف استهدفها والمناطق المحيطة بها، مصدره الجانب التركي، وفق ما قال مراسل عنب بلدي في ريف حلب الشمالي.

الصحفي الكردي المقيم في فرنسا، شيار خليل، قال عبر صفحته في “فيس بوك”، اليوم، “إن التهديدات بضرب عفرين بعد تصريحات صالح مسلم بدخول إدلب، هي محاولات دولية متفق عليها، لدفع وإجبار عودة عفرين لحضن الأسد إداريًا”.

وأضاف “قريبًا سيكون هناك اتفاق بين الوحدات والنظام برفع علم الأخير في عفرين، وعودة بعض الدوائر الرسمية للنظام إليها مع بقاء إدارة شبه محلية في عفرين”.

ويرى البعض أن تركيا ستبذل جهدها للتخلص من انتشار “الوحدات” على حدودها، والتي تعتبرها منظمة “إرهابية” وامتدادًا لحزب “العمال الكردستاني” المحظور، سواء بالاتفاقات أو الحل العسكري.

مقالات متعلقة

سوريا

المزيد من سوريا