يهيمن جو من الريبة والتوتر على أحداث فيلم “The Killing of a Sacred Deer”، حتى من قبل أن تتفاقم حبكته، وتتراكم طبقاتها فوق بعضها البعض، وتتأزم ساحبةً مشاهديها وممثليها في زوبعة من الألم وعذاب الضمير.
وبالرغم من حصول الفيلم على جائزة أفضل سيناريو مناصفةً مع فيلم آخر، خلال الدورة 70 لمهرجان كان السينمائي، إلا أن الدور الأبرز يبقى للصورة.
إذ تمكن المخرج “يورجوس لانثيموس”، من خلق مشاهد ساحرة تحفر عميقًا في ذاكرة المشاهد، وتعطي الأحداث الروتينية التي تتعرض لها شخصيات الفيلم بعدًا غامضًا، غير مريح، وفي كثير من الأحيان مثير للفزع، كأن تسقي النباتات، أو تغسل الأطباق، أو ترد على مكالمة هاتفية.
كل مشهد في هذا الفيلم كان أثقل من أن يقتنع المشاهد بعاديته، بفضل أسلوب التصوير الغريب، والأداء البارع لأبطاله، الذين تمكنوا من توريط المشاهد بغرابة عالمهم، أثناء بحثهم عن العدالة.
ويقوم الفيلم على معالجة حديثة لأسطورة يونانية قديمة اسمها “إيفيجينيا في أوليس”، وتدور حول عقاب ملك الإغريق بدفعه للتضحية بابنته تكفيرًا عن خطأ ارتكبه بحق الآلهة.
أما الفيلم فيعرض قصة بحث المراهق الذي جسده باري كيوجان، عن العدالة من الطبيب الذي أدى دوره كولين فاريل، بسبب وفاة والده بين يديه خلال عملية جراحية قبل سنوات.
تستنفذ الشخصيات كل احتمالات الإنسانية المتاحة أمامها، حتى يسقط قناع القيم والأخلاق، وتظهر من خلفه غريزة البقاء، فتسعى كل شخصية للدفاع عن حياتها، بكل ما أتيحت من قدرة على الصبر، وتخدير للضمير.
–