يشهد مسار التسوية السياسية الخاص بسوريا تضاربًا أمريكيًا- روسيًا، بدأت بوادره بالظهور قبل أيام من انعقاد “مؤتمر الحوار الوطني” في سوتشي، والذي تروج له روسيا منذ شهرين.
وذكرت صحيفة “الشرق الأوسط” اليوم، السبت 23 كانون الثاني، أن أمريكا تسعى إلى تنسيق مواقف حلفائها الدوليين والإقليميين وراء دعم مفاوضات “جنيف” بناء على قرار مجلس الأمن رقم “2254”.
بينما تجد روسيا صعوبة مع حلفائها، وبدأت درس تأجيل عقد مؤتمر سوتشي في 29 الشهر الحالي إلى منتصف شباط المقبل.
وتنطلق جولة جديدة من “جنيف” الخاصة بالتسوية السياسية في سوريا، في 21 كانون الثاني الجاري، تحت إشراف من الأمم المتحدة على أن تستمر لثلاثة أيام.
وفي حديث له قبل أيام، قال رئيس “الهيئة العليا للمفاوضات”، نصر الحريري، إن المعارضة لا تستبعد الذهاب إلى مؤتمر سوتشي، لكنه ربط الأمر بمدى التقدم الذي من الممكن تحقيقه في “جنيف9”.
وبحسب ما ذكرت الصحيفة استضافت واشنطن، أمس، محادثات بين مساعد وزير الخارجية الأميركي، ديفيد ساترفيلد ونظرائه في بريطانيا وفرنسا ودول إقليمية رئيسية لبحث احتمال عقد مؤتمر وزاري.
ويأتي ذلك بعد أيام على زيارة وفد “هيئة التفاوض”، برئاسة نصر الحريري، الذي التقى الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش.
ونقلت الصحيفة عن مصادر قولها إن وفد “الهيئة” التقى مستشار الأمن القومي، هيربرت ماكماستر وساترفيلد، إذ انتقدت واشنطن مساعي موسكو لعقد مؤتمر سوتشي وإبعاد مسار جنيف.
ووعد المسؤول الأمريكي بدعم مفاوضات جنيف، التي تبدأ نسختها التاسعة، في 21 كانون الثاني الجاي، وسط الحديث عن نية المبعوث الدولي، ستيفان دي ميستورا، تأجيلها.
وكانت وزارة الخارجية الروسية اتهمت، أمس الجمعة، أمريكا بمحاولتها إفشال “مؤتمر الحوار الوطني”.
وقالت المتحدثة باسم الوزارة، ماريا زاخاروفا، إن تصريحات بعض المسؤولين الأمريكيين تؤثر سلبًا على موقف المعارضة السورية من المؤتمر.
وخلال الاجتماع الأمريكي مع “هيئة التفاوض” تم إبلاغها بتمسك واشنطن بالانتقال السياسي في سوريا وضرورة “تحييد إيران” ورفض دورها في سوريا.
وأشار المسؤولون الأمريكيون إلى أن دولًا أوروبية ستقوم بمعاقبة “الحرس الثوري الإيراني” على غرار ما تقوم به أمريكا، التي فرضت وستفرض عقوبات ضد إيران في إطار زيادة الضغط عليها بسبب “زعزعتها المنطقة”.
وقالت الصحيفة إن الأمريكيين أكدوا للمعارضة السورية استمرار وجودهم شرقي سوريا وجنوبها الشرقي إلى حين تحقيق الحل السياسي.
وفي تصريح سابق قال وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأدنى، ديفيد ساترفيلد، إن الولايات المتحدة تعتزم القيام بخطوات بشأن سوريا عبر الأمم المتحدة باتجاه معاكس لمؤتمر الحوار الوطني.
ومن المفترض عقد اجتماع ثلاثي (روسي، تركي، إيراني) لبحث مصير مؤتمر سوتشي نهاية الشهر، تزامنًا مع بحث أنقرة وباريس عقد مؤتمر وزاري لـ”أصدقاء سوريا” في تركيا الشهر المقبل لتنسيق المواقف بين الدول الـ11 وتقليص الفجوة بينها.
وتشهد العلاقات الروسية- الأمريكية خلال الفترة الحالية توترًا في تصريحات الطرفين، خاصة عقب اتهام ضمني من قبل موسكو لوشنطن بالوقوف وراء الهجوم على قاعدة حميميم العسكرية بطائرات مسيرة عن بعد، السبت الماضي.