دراما سيف سبيعي على مبدأ “لفت النظر”

  • 2018/01/10
  • 4:37 م
المخرج سيف الدين سبيعي برفقة والده الراحل - (انترنت)

المخرج سيف الدين سبيعي برفقة والده الراحل - (انترنت)

عن سيف الدين سبيعي نقل أحد الصحفيين، وعن الصحفي نقل آخرون، أما محللو محتوى “فيس بوك” فربطوا حديث سبيعي عن الاعتزال بجملة نشرها قبل أيام على حسابه الشخصي “بدي غيّر كل شيء”، وخرجوا بنتيجة مفادها أنه سيغادر الوسط الفني دون عودة.

ورغم أن شيئًا لم يتغير حتى الآن إلّا أن الـ “Buzz” الإعلامي تفجر، وأصبح “ابن فنان الشعب” المخرج والممثل في عداد المعتزلين من وجهة نظر الصحفيين، محدثًا ضجيجًا يقود إلى الحديث عن آلام الدراما السورية وخساراتها وتراجع مستويات الإنتاج.

وفي حال أصر سيف الدين سبيعي على قراره بالاعتزال من الفن، يكون بذلك أنهى مشوارًا شارك خلاله في بطولة عشرات المسلسلات، وترك بصمة إخراجية في مسلسلات عدة منها “مرايا 2003″، “عن الخوف والعزلة”، “أهل الراية”، “طالع الفضة”، الولادة من الخاصرة 3″، وغيرها من الأعمال الدرامية.

منذ بداياته الفنية كممثل عام 1993 حاول سيف سبيعي أن يرسم لعمله مسارًا تصاعديًا، فسرعان ما انتقل إلى الإخراج، رغم أنه يحمل أساسًا شهادة في إدارة الأعمال، لكن الكثير من النقاد الفنيين يرون أن سبيعي أخفق في الانتقال إلى مصاف المخرجين الكبار، كما أخفق في أن يكون ممثلًا من الدرجة الأولى في الدراما السورية.

ويحسب لسبيعي أنه قدم محاولات عدة، ومبادرات لتطوير العمل الدرامي في سوريا، وارتطم مرارًا بحائط ضعف قطاع الإنتاج الفني في سوريا، ولعل ذلك ما قاده إلى التلميحات الأخيرة المتكررة حول “تعبه من المهنة”.

ويكرر سبيعي انتقاداته لهذا القطاع في مقابلات عدة، منها مع وكالة أنباء “وطن” الفلسطينية قبل عامين، حين قال “نحن نقدم تجارب إخراجية صغيرة، وما نقدمه لا يعدو كونه حبوًا في عالم الفن العالمي. ليس هناك من مشروع حقيقي في عالمنا، لعدم وجود التمويل الكافي والسوق التي تتلقّف كل التجارب، لذلك نحاول ونخطئ ونقع ثم نحاول النهوض”.

وبسبب هذه “الوقعات المتكررة” لم يتمكن سبيعي من صناعة المجد الذي صنعه والده الراحل، رفيق سبيعي، الذي كان ملهمًا لسيف الدين وسببًا في تقربه من العمل الدرامي، بل وإحساسه بالمسؤولية تجاه الفن في سوريا.

كما تمكن سبيعي من تكوين هوية فنية خاصة به تعزله عن والده، ليشار إليه بشخصه، وليس بتاريخ والده كواحد من عمالقة الدراما السورية.

تزوج سبيعي من الفنانة السورية سلافة معمار، وأنجب منها ابنتهما دهب، قبل أن ينفصلا، بينما تجمعه مع إخوته علاقة تشوبها الكثير من الحساسيات التي ظهرت بعد الثورة السورية.

وكان عدم اتخاذ سبيعي موقفًا واضحًا من الثورة سببًا في توجيه الكثير من الانتقادات له من المعارضين والموالين، خاصة بعد أن أعلن شقيقاه الممثل عامر وبشار “رفضهما للظلم” و”خروجهما عن طوع والدهما”، الذي بقي على الحياد كحال نجله المخرج.

وتفاعلت قضية الأشقاء سبيعي بعد وفاة والدهم، العام الماضي، إذ أكد الشقيقان المعارضان للنظام أنهما حُرما من الميراث، فيما حاول سيف الدين نفي أي مشاكل بين أفراد العائلة بسبب المواقف السياسية.

ويصر سيف الدين على تأكيد “خوفه على الوطن” مرارًا، و”عدم أحقية أي جهة بالولاء سوى الوطن”، وذلك ما منحه إمكانية البقاء في سوريا ومغادرته في الوقت الذي يريده، وحسب العروض التي تُقدم له من شركات إنتاج عربية في دبي أو القاهرة أو بيروت.

يعوّل الكثير من النقاد على دور يمكن أن يؤديه سيف الدين سبيعي في دعم الدراما السورية، عبر إحداث تغييرات في بنية أنماط درامية سائدة، كما فعل في “طالع الفضة”، و”قناديل العشاق”، حيث استخدم البيئة الشامية بروح تختلف عن “باب الحارة”.

أما سبيعي (45 عامًا) فيبدو أنه يعول على “ردّ الفعل السلبي” كوسيلة للاحتجاج أو “لفت النظر” إلى قضايا لم يتمكن من إحداث زوبعة حولها في السابق.

مقالات متعلقة

  1. أيمن رضا يدعو إلى استسقاء لـ "هطول المنتجين"
  2. الفنان الراحل عامر سبيعي.. ثورة وخلاف وحرمان من الميراث
  3. عودة الدراما التاريخية السورية من بوابة "المماليك"
  4. ندوة تكريمية للراحل رفيق سبيعي في دمشق

فن وثقافة

المزيد من فن وثقافة