أحكم تنظيم “الدولة الإسلامية” حصاره على مدينة كوباني (عين العرب) في ريف حلب الشمالي الشرقي، تزامنًا مع استمرار نزوح الأهالي عن المدينة وقراها نحو تركيا، في أكبر موجة نزوح لأكراد سوريا منذ عقود، إذ قدرت الأمم المتحدة عددهم بحوالي 70 ألف كردي.
وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن التنظيم أصبح قاب قوسين أو أدنى من كوباني بعد سيطرته على نحو 60 قرية في محيطها.
من ناحيته أكد الناشط الحقوقي الكردي زرادشت عيسى في حديث لعنب بلدي، أن “كفة الميزان حتى الآن لصالح داعش، وحسب تواصلي مع بعض الأصدقاء في الرقة ومنبج وجرابلس، فإن التنظيم مصمم على دخول المدينة”. واضاف زرادشت “ننتظر معجزة أو تدخلًا دوليًا لحمايتها منهم… مقاتلي الكرد لا يملكون إلا أسلحة خفيفة بينما التنظيم لديه سلاح ثقيل ونوعي”.
وفي تقرير لها أصدرته اليوم، قدرت الأمم المتحدة أعداد النازحين من منطقة كوباني بنحو 70 ألف كردي حتى الآن لجؤوا بمعظمهم إلى تركيا؛ ويوضح زرادشت “لايوجد عدد دقيق حتى الآن للنازحين، وأعتقد أنه فاق 75 ألف نازح لجأوا بمعظمهم إلى مدن سروج وأورفا وغازي عنتاب واسطنبول في تركيا.
ويعتقد زرادشت أنها “أكبر موجة نزوح كردية تشهدها سوريا، كتلك التي شهدها أكراد العراق قبل شهرين، على يد التنظيم نفسه”.
وحول المعارك بين مسلحي الأكراد وتنظيم الدولة، اعتبر زرادشت أن ما يحصل من اقتتال في كوباني هو “زج لطرفي الصراع في حرب دامية تكون المدينة ساحًة لها، حيث تلعب تركيا دورًا بارزًا في ذلك”، مشيرًا إلى أن “خطة السلام بين زعيم حزب العمال الكردستاني عبدالله أوجلان والرئيس التركي رجب طيب أردوغان تقضي بإفراغ الأكراد من جبال قنديل في تركيا، عن طريق زجهم في معارك مع داعش على أراضٍ سورية”، على حد تعبيره.
ونفى زرادشت في ختام حديثه مع عنب بلدي تحول الاقتتال إلى “عربي – كردي” في المستقبل، مؤكدًا أن “البنية الاجتماعية السورية بنية تحبذ التعايش وتنبذ الصراع، والتاريخ يشهد على ذلك”.
وكان تنظيم الدولة شن هجومًا عنيفًا على مدينة كوباني منذ يوم الثلاثاء الماضي، في سعي منه للسيطرة على معقل الكرد في المنطقة، وبهدف توسيع رقعة نفوذه على الأراضي السورية.