العنصرية ضد اللاجئين في لبنان تطفو إلى الواجهة من جديد
تداول مستخدمون على مواقع التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو يظهر فيه جندي لبناني بالزي العسكري، أثناء تعذيبه لموقوفين سوريين في شاحنة.
وظهرت آثار التعذيب على أجساد الضحايا، فيما كان العسكري ينهال عليهم بالضرب والشتائم، مرددًا أنه موجود “هنا” بسببهم، ومتهمًا بعضهم بالانتماء إلى “داعش” (تنظيم الدولة الإسلامية)، وفق الفيديو المتداول اليوم، 9 كانون الثاني.
من جهتها قيادة الجيش اللبناني، أصدرت بيانًا اليوم حول تداول مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي لفيديو أثناء تعذيب عسكري لموقوفين سوريين، موضحةً أن تاريخه يعود إلى تموز 2017.
وأكد البيان، اتخاذ الإجراءات التأديبية اللازمة بحق العسكري حينها، محذرًا من محاولات التضليل أو تداول معلومات وصور عن الجيش بصورة مغلوطة وغير موضوعية، بحسب البيان.
#lebanesearmy #الجيش_اللبنانيhttps://t.co/YPZI7wpgYI pic.twitter.com/QVW08PPKnE
— الجيش اللبناني (@LebarmyOfficial) January 9, 2018
وكانت حوادث اعتداء على لاجئين سوريين فيما مضى، أدت إلى موجة غضب عارمة بين السوريين، وتضامن من قبل لبنانيين، بينهم أسماء بارزة على مستوى العالم العربي في الصحافة.
وبعد مقتل سبعة سوريين إثر مداهمة للجيش اللبناني لمخيم لاجئين في عرسال تموز الماضي، طالب بعض الحقوقيون ومحامون لبنانيون وصحفيون ونشطاء آخرين، بمحاسبة المسؤول عن مقتلهم.
لكن بعضهم تعرض للملاحقة والمضايقة، مثل المحامية ديالا شحادة، التي تقدمت إلى القضاء بطلب لإجراء كشف طبي على الجثث، وبعد صدور أمر قضائي “عاجل نافذ”، تم منع تنفيذه بالقوة، وبتدخل مباشر من رئيس النيابة العامة العسكرية، القاضي صقر صقر.
وجرى تصوير التعاطف الشعبي السوري واللبناني مع قضية الموقوفين المقتولين على يد عساكر لبنانيين، على أنه اعتداء على الجيش اللبناني، وشنت بعض الشخصيات السياسية مثل وزير الخارجية، جبران باسيل، هجومًا على المتعاطفين.
وعلى أثر هذا التحريض، قام عدد من الشبان اللبنانيين باعتراض شاب سوري في الطريق، وضربه وشتمه وإرغامه على تحية الجيش اللبناني والرئيس، ميشال عون، وفق فيديو تم تداوله في تموز 2017. وبعدها بأيام قليلة أعلنت وزارة الداخلية اللبنانية إلقاء القبض على الشبان المعتدين في مقطع الفيديو.
ونظّم عدد من الشابات والشباب اللبنانيين وقفة تضامنية في بيروت مع اللاجئين السوريين، منددين بالعنصرية الممارسة بحقهم، وأصدروا بيانًا للتضامن مع القضية، لكنهم تعرضوا لحملة تحريض وتخوين كبيرة.
وتسبب برنامج المقالب “هدي قلبك”، الذي تبثه قناة “OTV”، التابعة للرئيس اللبناني ميشيل عون، بموجة استنكار واسعة، بعد حلقة يظهر فيها لاجئ سوري أثناء إهانته من قبل مقدم البرنامج مارسيل خضرا، وفريق العمل.
وتسببت تلك الحلقة بإدانة واسعة، حتى من قبل الصحافة المحلية اللبنانية، التي طالب بحرمان خضرا من مزاولة المهنة.
ولم ينج الأطفال من آثار التحريض بين اللبنانيين واللاجئين السوريين، إذ تعرض طفل سوري لا يتجاوز عمره عشر سنوات للتعذيب على يد طفل لبناني آخر، وبتوجيه من عائلته، عام 2014.
وأكدت منظمات لبنانية صحّة التسجيل المنشور، ودعت بعض الجهات إلى إلقاء القبض على العائلة اللبنانية، وحرمانها من حضانة طفلها، وتسليمه إلى وزارة الشؤون الاجتماعية لتتولى رعايته.
وفي نيسان 2017، تداول ناشطون مقطع فيديو لطفل سوري عمره 12 عامًا، يتعرض للضرب المبرح من قبل رجل لبناني في بيروت، وبعد موجة إدانة واسعة، ظهر مقطع فيديو ثان لنفس الطفل وهو يتعرض للتعذيب مرة أخرى، وقيل لاحقًا إن الأمن اللبناني ألقى القبض على الجاني.
وفي كانون الثاني 2016، نشرت منظمة “هيومن رايتس ووتش”، تقريرًا توضح فيه، كيف سهلت شروط الإقامة الصعبة في لبنان، الإساءة للاجئين السوريين فيها.
ويستخدم العديد من السياسيين اللبنانيين ورقة اللاجئين السوريين للضغط على حاضنتهم الشعبية، وتحميلهم مسؤولية تدهور الأوضاع الاقتصادية في البلاد، وهو ما رد عليه مدافعين لبنانيين، أن الوضع في لبنان كان سيئًا قبل اللجوء السوري في الأساس.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :