أصدرت القيادة العامة لتنظيم “القاعدة” بيانًا، تضمن تأكيدًا ضمنيًا على انتشار عناصره في سوريا، لأول مرة منذ فك “جبهة النصرة” ارتباطها به.
ونشرت مؤسسة “السحاب” التابعة للتنظيم اليوم، الثلاثاء 9 كانون الثاني، بيانًا حمل اسم “وكان حقًا علينا نصر المؤمنين”، خاطبت فيه عناصرها المنتشرة في أنحاء العالم، وخصت من هم على أرض “شام الرباط” في إشارة إلى سوريا.
وظهرت الخلافات بين التنظيم و”هيئة تحرير الشام” (التي انضوت النصرة فيها باسم فتح الشام بعد فك ارتباطها كانون الثاني 2017)، من خلال اعتقالات طالت مناصري “القاعدة” نهاية العام الماضي بينهم قادة بارزون.
وخرج زعيم “القاعدة” أيمن الظواهري، لأول مرة، تشرين الثاني الفائت، وهاجم “الهيئة” على خلفية الاعتقالات، معتبرًا أن “إعلان فك الارتباط منفي وغير مقبول”.
وأكدت مصادر في الشمال السوري لعنب بلدي حينها، اعتقال إياد الطوباسي (أبو جليبيب الأردني)، في ريف حلب، وبررت “تحرير الشام” أنه كان يحاول التوجه إلى محافظة درعا.
كما اعتقلت “الهيئة” الأردني سامي العريدي، على خلفية أنه “مطلوب للقضاء”، وغيرهم من المتهمين بمحاولتهم إعادة إحياء تنظيم “القاعدة”.
ودعا بيان تنظيم “القاعدة” عناصره في سوريا، “ألا يتخلفوا على أماكنهم مع من يتعاونون معهم من المسلمين، أيًا كانوا وأينما كانوا (..) فلا يخلوا رباطًا ولا يتخلفوا عن زحف ولا يتأخروا عن نفير”.
ونقل البيان على لسان الظواهري قوله “أطلب من إخواني جنود قاعدة الجهاد في الشام أن يتعاونوا مع كل المجاهدين الصادقين، وأن يسعوا في جمع الشمل ورأب الصدع”.
ووجه أمرًا مفاده “هذا أمر مني واضح بأن يتعاونوا مع إخوانهم المجاهدين والمسلمين ومن وافقهم ومن خالفهم على الجهاد، وقتال البعثيين والرافضة الصفويين والصليبيين والخوارج”.
ونهى الظواهري عن “التعاون مع أي كان على الظلم والعدوان والتعدي على حقوق المسلمين”.
ورصدت عنب بلدي قبل أيام، جماعة “جيش المسلمين في الشام”، التي لم تصدر سوى بيان تشكيلها وتأكيدها على مواجهة النظام والإيرانيين و”وحدات حماية الشعب” الكردية والروس، دون الإشارة إلى ارتباطها بـ”القاعدة”.
ويتزامن البيان مع تراجع المعارضة في الريف الجنوبي الشرقي من إدلب، والذي منح قوات الأسد تقدمًا حتى وصلت إلى مشارف مطار “أبو الظهور” العسكري، بعد سيطرتها على مساحات واسعة في المنطقة.
ويقول محللون إن محاولات تأسيس فرع لـ “القاعدة” في سوريا، برزت منذ فك “النصرة” ارتباطها بالتنظيم، ورفض مبايعة الظواهري.
وذكرت وسائل إعلام غربية وعربية، في تقارير خلال تشرين الأول 2017، أن الظواهري كلف مؤخرًا حمزة بن لادن بتأسيس الفرع.
وكان عبد الله محمد رجب عبد الرحمن (أبو الخير المصري)، الرجل الثاني في التنظيم، قتل بغارة أمريكية في إدلب، شباط 2017.
وقيل حينها إنه كان يعمل مع آخرين لتأسيس نواة جديدة للتنظيم في سوريا، وعلى رأسهم “أبو جليبيب”، الذي انشق عن “النصرة”، في آب 2016.
–