تراجعت ثقة المواطنين الألمان بالمستشارة أنجيلا ميركل مقارنة بالأعوام الماضية، وفق ما بيّن استطلاع للرأي.
الاستطلاع الذي أجراه معهد “فورزا” ونشرته مؤسسة “أر تي إل” الإعلامية اليوم، الاثنين 8 كانون الثاني، أظهر أن 50% فقط ممن شملهم الاستطلاع يولون ثقتهم حاليًا بالمستشارة ميركل، بينما كانت تبلغ هذه النسبة 64% في عام 2014.
أما 79% من المصوتين فقالوا إنهم يضعون ثقة كبيرة أو ثقة كبيرة للغاية في رئيس الدولة، فرانك فالتر شتاينماير، والذي تولى هذا المنصب منذ عام تقريبًا.
ومقارنة بعام 2014 زادت هذه النسبة بمقدار 8%.
الاستطلاع أشار أيضًا إلى أن المواطنين الألمان يثقون بشكل أساسي في السياسيين الذين يتولون مناصب محلية.
إذ قال 54% ممن شملهم الاستطلاع إنهم يعتبرون عمداء المدن أو رؤساء مجالس البلديات جديرين بالثقة.
وشارك في الاستطلاع الذي أجري في الفترة ما بين 15-20 كانون الأول الماضي، 2307 أشخاص.
في الأثناء تتواصل مشاورات تشكيل ائتلاف حكومي لليوم الثاني على التوالي.
واستأنف المحافظون بقيادة ميركل محادثاتهم مع الاشتراكيين، سعيًا إلى الخروج من الطريق المسدود الذي وصلت إليه محاولات تشكيل حكومة ائتلافية بعد الانتخابات التشريعية الأخيرة.
وتشكل قضية لم شمل اللاجئين إحدى نقاط الخلاف الأساسية التي أسهمت في إفشال مفاوضات تشكيل ائتلاف حكومي في ألمانيا، إلى جانب قضايا خلافية أخرى كالتغير المناخي، والبيئة، واستخدام الفحم كمصدر للطاقة، والأولويات الضريبية.
وأضعفت الانتخابات التي جرت، في أيلول الماضي، المستشارة ميركل، وتركتها بدون غالبية مطلقة في البرلمان، مع تحول جزء من ناخبيها إلى حزب “البديل من أجل ألماني” اليميني المتطرف إثر سياسة ميركل المتحررة تجاه اللاجئين.
وتضغط شخصيات وأحزاب معارضة لسياسة استقبال اللاجئين في ألمانيا، التي اتبعتها ميركل، لتجميد لم الشمل للاجئين وترحيل السوريين بحجة أن الظروف في سوريا تحسنت.
وتعد ألمانيا من أكثر الدول الأوروبية استقبالًا للاجئين، وأغلبهم من السوريين، فبلغت نسبة استقبالها للاجئين 69%، بالاشتراك مع السويد، حتى نهاية 2016.
وشهدت ألمانيا موجة لجوء “غير مسبوقة” مع دخول ما يزيد عن 1.2 مليون لاجئ إلى أراضيها، منذ عام 2015، معظمهم من سوريا وأفغانستان والعراق.