الكونغرس يقر تسليح وتدريب المعارضة السورية … الولايات المتحدة تكمل استعداداتها لضرب «الدولة الإسلامية»
عنب بلدي – العدد 135 – الأحد 21/9/2014
وافق مجلس الشيوخ الأمريكي بالغالبية على مشروع تدريب وتجهيز المعارضة السورية، تزامنًا مع استكمال الاستعدادات الغربية لضرب مواقع لتنظيم «الدولة الإسلامية» في سوريا، في الوقت الذي أعلنت فيه الولايات المتحدة أنها لن تكشف موعد بداية هذه الغارات.
ورجحت شبكة «CNN» البدء بضربات خلال أيام، بعد موافقة مجلس الشيوخ الأميركي بغالبية ملحوظة على مشروع تدريب وتجهيز المعارضة السورية وبتأييد 78 صوتًا ومعارضة 22 على المشروع، وبذلك حوّله على البيت الأبيض بانتظار توقيع أوباما.
وأشاد الرئيس الأميركي بدوره بجدية الكونغرس والسرعة في إقرار الخطة، وقال في كلمة له من البيت الأبيض بعد التصويت مساء الخميس «أشعر بأننا أمة أقوى عندما يعمل الرئيس والكونغرس معًا، وأريد أن أشكر القادة في الكونغرس على السرعة والجدية اللتين أظهروهما في التعامل مع هذا الوضع الطارئ».
وأوضح أوباما أن الخطة ستقدم دعمًا كبيرًا للمعارضة السورية التي «تقاتل كلًا من وحشية تنظيم داعش الإرهابي واستبداد نظام الأسد».
وأضاف في كلمته أن الولايات المتحدة ترغب في زيادة المساعدات للمعارضة، مشيرًا إلى أن الجهود الجديدة ستتضمن «تدريبًا وتجهيزًا لمساعدتهم في أن يصبحوا أكثر قوة، ويتوقع أن يأخذ البرنامج ما بين ثلاثة وخمسة أشهر لتجهيز وتدريب 5 آلاف عنصر من الجيش الحر.
وكرر أوباما أن أكثر من 40 دولة، من بينها دول عربية، انضمت إلى جهود الولايات المتحدة لمحاربة التنظيم، ورحب بمشاركة فرنسا التي بدأت تنفيذ ضربات جوية داخل العراق. وقال في هذا الصدد «نحن مرتاحون لأن أفراد القوات المسلحة الأميركيين والفرنسيين سيعملون معًا مرة أخرى من أجل أمننا المشترك وقيمنا المشتركة».
بدورها قالت مستشارة الرئيس للأمن القومي سوزان رايس الجمعة إن الولايات المتحدة مستعدة لشن هجمات جوية على أهداف لتنظيم «الدولة الإسلامية» في سوريا، لكنها لا تريد الكشف عن موعد حدوثها.
وأضافت رايس للصحافيين في البيت الأبيض: «لا أظن أنه من الصواب أو الحكمة أن أعلن من هذه المنصة على وجه التحديد متى سيحدث ذلك وما هي الخطوات التي يجب اتخاذها قبل أن يحدث».
المعارضة السورية بدورها، رحبت بالقرار الأمريكي بتسليح المعارضة، إلا أن هناك انقسامًا واضحًا حول الموقف من الضربات الأمريكية، وضبابية في مواقف فصائلها.
إذ أعرب فاروق طيفور نائب رئيس الائتلاف السوري المعارض، عن أسفه لـ «تحرّك العالم من أجل قتل مواطنين أميركيين، وعدم تحرّكه لأكثر من 3 سنوات ونصف، تجاه جرائم وإرهاب النظام السوري، والتي أدّت إلى مقتل 200 ألف سوري وتشريد الملايين وتدمير البلاد» بحسب ما نقلته العربي الجديد عن طيفور؛ رغم أن الائتلاف ناشد الولايات المتحدة أكثر من مرة خلال الأشهر الماضية للبدء بضربات جوية ضد التنظيم في سوريا.
في موازاة ذلك، أبدت جبهة ثوار سوريا، استعدادها للتعاون والتنسيق من أجل التخلّص من التنظيم «المتطرف»، كما دعت إلى توسيع العمل العسكري، ليشمل ضرب مقرات الأسد ومنشآته العسكريّة.
وفي موقف هو الأوضح لفصائل المعارضة المسلحة إلى الآن، أعلنت حركة نور الدين الزنكي يوم الجمعة، رفضها الضربات الأمريكية « دون ضرب الإرهابي الأكبر بشار الأسد».
وخلال مؤتمر صحفي عقده قائد الحركة توفيق شهاب الدين قال «نريد أن يكون أول أهداف هذا التحالف الدولي إسقاط نظام الأسد الإرهابي كما هو إسقاط دولة البغدادي، ولن نتساعد مع هذا التحالف إلا بما يوافق مصلحتنا الوطنية، ويجب على هذا التحالف أن يعلن صراحة أن إسقاط نظام الأسد هو النقطة الخامسة في استراتيجيته الرباعية المعلنة».
ويأتي التردد في صفوف المعارضة لأسباب عديدة، أبرزها عدم التدخل الأمريكي طيلة سنوات الثورة لإنقاذ الشعب السوري من انتهاكات الأسد، في حين يتخوف آخرون من توسيع الضربات لتشمل كتائب تصنف على أنها متشددة لكنها ما زالت إلى الآن تقاتل في صفوف المعارضة، كجبهة النصرة، فرع تنظيم القاعدة في سوريا، وغيرها.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :