أعلن حزب المعارضة الماليزية ترشيح مهاتير محمد في الانتخابات العامة التي يرجح الدعوة لها في آب المقبل.
واختار تحالف المعارضة في ماليزيا، الأحد 7 كانون الثاني، رئيس الوزراء السابق، مهاتير محمد، مرشحًا له لرئاسة الوزراء في الانتخابات العامة المقبلة، بحسب “BBC”.
ويعد مهاتير أكبر تهديد لرئيس الوزراء، نجيب عبد الرزاق، الذي يواجه اتهامات بالفساد تضمنت احتواء حساباته المصرفية على مئات الملايين من الدولارات.
يأتي ذلك في ظل بقاء أنور إبراهيم، وهو أكثر زعيم معارض يتمتع بشعبية في البلاد، في السجن.
ويبلغ مهاتير 92 من العمر وسيعتبر أكبر قادة العالم سنًا في حال فوزه.
وتراجع الدعم لائتلاف الجبهة الوطنية الحاكم في الانتخابات الماضية، ففي عام 2013 فقد التأييد الكبير من جانب الناخبين للمرة الأولى لصالح المعارضة.
وتولى مهاتير رئاسة البلاد من عام 1981 لمدة 22 عامًا، و أتيحت له الفرصة كاملة ليحول أفكاره إلى واقع، بحيث أصبحت ماليزيا أحد أنجح الاقتصاديات في جنوب آسيا والعالم الإسلامي.
وتعتبر مفاهيم مهاتير عن التطور مخالفة لمفاهيم الغرب عمومًا والولايات المتحدة بشكل خاص، كما رأى مهاتير في ثقافة العمل في اليابان بشكل خاص هي الأنسب لثقافة وتكوين بلاده.
وأصر مهاتير، أثناء توليه الرئاسة، على سياسته التي أثبتت الأيام أنها كانت ناجحة، حتى أن دولًا كثيرة تدرسها وتحاول تكرارها.
وبحسب تصريحات لمهاتير فإن وسائل إعلام عالمية ترفض دومًا الاعتراف بالنجاح الذي حققته ماليزيا في مواجهة الأزمة المالية الآسيوية، ولا تظهره بالشكل الكافي.
وأوضح تقرير خاص بمجلة “ECONOMIST” أنه على الرغم من النجاح الاقتصادي الذي تحقق في عهد مهاتير، إلا أن تركيز كل السلطات في يد مهاتير لم يسمح بتطور التجربة الديمقراطية في ماليزيا، كما لم يسمح بظهور أي زعيم قوي، وبدا الأمر وكأن مهاتير لن يتقاعد أبدًا.
وأثار مهاتير أيضًا جدلًا سياسيًا خارجيًا مستمرًا حول آرائه التي ينتقد فيها الغرب بشكل عام والولايات المتحدة الأمريكية بشكل خاص، منها تصريحاته الشهيرة عن كون اليهود يحكمون العالم بالوكالة ويرسلون غيرهم للموت نيابة عنهم.
ومن الأمور اللافتة للنظر في تجربة ماليزيا قدرة المجتمع الماليزي على تجنب الصراعات والخلافات بين المجموعات العرقية الثلاثة المكونة للسكان، وهي المالايو والصينيون والهنود.