عنب بلدي – العدد 135 – الأحد 21/9/2014
في حادثة تعتبر الأولى من نوعها، توفي 14 طفلًا على الأقل في ريف إدلب يوم الثلاثاء 16 أيلول وأصيب آخرون بعد حقنهم بلقاحاتٍ فاسدةٍ للحصبة، ضمن الحملة الثانية للقاح التي تشرف عليها وزارة الصحة في الحكومة السورية المؤقتة، وعزت لجنة السبب إلى استخدام المرخي العضلي «الأتراكوريوم» بكميات كبيرة.
وكانت الحملة الثانية من لقاح الحصبة بدأت يوم الإثنين الماضي، وشملت عدة مناطق وقرى في ريف إدلب “دون أي مشاكل أو أعراض لإصاباتٍ ظهرت على الأطفال»، بحسب الدكتور بشار كيال، عضو مديرية الصحة في إدلب والتابعة للحكومة المؤقتة.
وأضاف كيال في حديثٍ لعنب بلدي «وردتنا عدة حالات وفيات لأطفالٍ راجعوا مركز اللقاح في جرجناز، وجميع الإصابات تلقت لقاحها في نفس المركز، ولا يوجد أي حالات في مناطق أخرى»، مشيرًا إلى «أيادٍ خفية» وراء الخلل «على الأغلب أن الموضوع بفعل فاعل ولغايات لا نعلم بها.. حاليًا تم توقيف حملة اللقاح في محافظة إدلب حتى تكتمل التحقيقات».
من جانبه أوضح الدكتور محمد الحمادي المشرف على الحملة عبر صفحته في الفيسبوك، أن «الوفيات حصرًا من اللقاحات التي تم توزيعها عبر مركز جرجناز، كما أنه تم التأكد من طريقة حفظ اللقاح وهي سليم».
وكشفت نتائج التحقيق الذي أجرته لجنة التحقيق والمتابعة حول استشهاد الأطفال، المكلفة من الحكومة، أنها وجدت جرعات من مادة «الأتراكوريوم» وهي مرخٍ عضلي للتخدير الجراحي، يسبب فقد قدرة الإنسان على التحكم بعضلاته الإرادية ويشل العضلات اللاإرادية قاطعًا أي اتصال عصبي عضلي، ومؤديًا إلى شلل رخو تام بكافة عضلات الجسم وخصوصًا العضلات التنفسية.
وأضافت اللجنة في تقرير لها حصلت عنب بلدي على نسخة منه، أن جرعة الأتراكوريوم اللازمة للبدء بعملية الإرخاء أثناء التخدير الجراحي هي 0,5 ملغ/كغ، إلا أن الجرعة التي أعطيت لكل طفل أصيب هي 5 ملغ، وهي جرعة كافية للأطفال ذوي الأوزان من 10 كغ فما دون، للدخول في حالة شلل تام وهي التي كانت سبب الوفاة عند الأوزان الصغيرة، في حين كانت الجرعة عند الأطفال الأكبر وزنًا أقل تأثيرًا.
وتمحورت الأعراض، بسحب اللجنة، حول حصول شلل رخو مفاجئ عند الأطفال ظهر بعد 3-5 دقائق من إعطاء اللقاح، وصفت الحالات عند الرضع والأطفال صغيري البنية بالشديدة وعند الكبار بالخفيفة وتحسنت أغلب الحالات تلقائيًا.
وأكدت اللجنة تراوح عدد الإصابات بين 50-75 إصابة، أدت إلى حدوث وفيات بين الأطفال قُدرت بـ 15 حالة منها 14 حالة وفاة موثقة بالاسم والتفاصيل الكاملة، تتراوح أعمارهم بين 6 أشهر إلى 18 شهرًا.
وأحالت اللجنة الملف كاملًا إلى المحكمة المختصة لتبيان سبب وجود أمبولات الأتراكوريم ضمن البراد المخصص للقاح، ومعرفة ما إذا كان الموضوع خطأ غير مقصود من قبل كادر المشفى أو عملًا جنائيًا مدبرًا.
وكانت حملة التلقيح ضد مرض الحصبة بدأت في سوريا بتاريخ 25 آب الماضي، وشملت المخيمات في 7 محافظات، وذلك تحت إشراف فريق عمل مكافحة الحصبة في سوريا والذي تتبع له فرق منتشرة في كل محافظة حيث تم تلقيح حوالي 42500 طفل، لم ترد أي معلومات عن حدوث أي اختلاطات خطرة.