«خوف مضاعف» لدى أهالي الرقة، ومطالب بخروج مقاتلي التنظيم من المدينة
سيرين عبد النور – دير الزور
تشهد مدينة الرقة حركة نزوح كبيرة، خصوصًا في المناطق التي توجد فيها مقرات لـ «الدولة الإسلامية»، في الوقت الذي أخلى فيه التنظيم بعض مواقعه، تزامنًا مع غارات طيران الأسد الذي استهدف أحياء مدنيّة، في حين يطالب بعض الأهالي بخروج مقاتلي التنظيم من المدينة تجنبًا لأضرار قد تلحق بهم جراء ضربات أمريكية محتملة.
أحياء مبني المحافظة، المركز الثقافي، فندقي الاوديسا، اللازورد، وبعض المباني السكنية في حي الثكنة، شهدت على مدار الأسابيع الماضية حملة نزوحٍ لمعظم أهاليها، القادرين على ذلك، في حين فضلت بعض العائلات البقاء، على تحمّل مشاق النزوح وذلّه.
يقول قاسم أحد سكان حي الثكنة «لقد تعبنا من ممارسات داعش التي تكاد تخنق الجميع»، مشيرًا إلى «خوف مضاعف»، بسبب التوجس من الضربات الأمريكية المحتملة لمقرات داعش، في حين يستمر طيران الأسد بالإغارة يوميًا على أحياء الرقة وريفها.
وبينما نفى عدد من الناشطين ما أشيع عن انسحاب مقرات التنظيم من أحياء الرقة، مؤكدين أن التنظيم يقوم بعملية إعادة تمركز في مناطق أكثر أمنًا لعناصره، باحثًا عن المدارس والمنشآت التي تحوي ملاجئ للسكن، إضافة لإقامة مشافٍ ميدانية فيها.
ويتساءل أبو محمد أحد سكان الرقة حول سياسية التنظيم في ذلك «لماذا لا يخرجون من الرقة، أفضل من اختبائهم وراء النساء، واستثمار المدنيين كدروع بشرية».
ويطلب الرجل بلهجته الرقية البسيطة من عناصر «الدولة» الرحيل عن مدينته، نظرًا لخوفه على من بقي من عائلته وجيرانه، لكنه ينقل لعنب بلدي ما يعيشه الأهالي من ترحيب بأي مساعدة لتخليصهم من مقرات التنظيم في المدينة ومحاكم التفتيش فيها، وسط قلقهم من دقة الغارات المحتملة ضد الرقة بشكل خاص، كونها أصبحت معروفة عالميًا بأنها تشكل العاصمة شبه الرسمية للتنظيم وفيها ينتشر كبار قادته.
وبحسب عدة تقارير غربية أكدت تنقل زعيم التنظيم، أبو بكر البغدادي، بين المحافظات السورية التي يسيطر عليها التنظيم وهي الرقة ودير الزور، بعد نجاته من غارة شنها الطيران الأمريكي في الأراضي العراقية على موكب يعتقد أنه يضم البغدادي.
ميدانيًا، أعلنت «غرفة عمليات بركان الفرات» المشكلة حديثًا بتنسيق بين مقاتلي المعارضة وقوات كردية، عن استعادة السيطرة على قرية زرك في ريف تل أبيض (100 كيلومتر شمال مدينة الرقة)، حيث لا تزال الاشتباكات مستمرة مع تنظيم داعش في المنطقة.
بينما أعلن التنظيم استكمال سيطرته على ريف تل أبيض الغربي بالكامل، والتقدم باتجاه «كوباني» التي تشهد تصعيدًا عسكريًا كبيرًا، ما أسفر عن حركة نزوح لأكثر من 45 ألف كردي باتجاه الحدود التركية.
في حين أفاد ناشطون من المنطقة لعنب بلدي عن مقتل عددٍ من مقاتلي التنظيم في الاشتباكات الدائرة في المنطقة، وبينهم بعض قادة التنظيم عرف منهم عمار حميدي أبو معاوية، أحد أمنيي التنظيم في الرقة.
وبين التحضيرات لضربات أمريكية محتملة، واستمرار انتهاكات تنظيم «الدولة»، يتكرس لدى الأهالي أنهم «الخاسر الأول والأخير» في تصفية الحسابات على أراضيهم.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :