طردوا من الأردن بطريقة «لا إنسانية»
الجرحى السوريون يواجهون مصيرًا مجهولًا في درعا
جمال ابراهيم – درعا
يعاني عددٌ من الجرحى الذين طردهم الأمن الأردني بطريقة «لا إنسانية» إلى الحدود السورية، بعد تضييق على دور الاستشفاء في المملكة، من غياب الطبابة والعلاج الفيزيائي لحالاتهم الحرجة، خصوصًا وأن بعضهم تعرض لشلل في أطرافه أو إصابات تحتاج معالجة طارئة.
وداهم الأمن الأردني مساء الثلاثاء 17 أيلول، إحدى دور الاستشفاء التي تقع في مدينة الرمثا، واقتاد بعض الجرحى إلى الأمن العام بحجة توقيع أوراق ثبوتية، ليفاجئ الجرحى بنقلهم إلى الشريط الحدودي مع سوريا، بعد أن ألقى بهم الأمن الأردني هناك ليواجهوا مصيرهم في الصحراء.
أبو رامي، جريح من الغوطة الشرقية نقل إلى الأردن بعد إصابة بكسر في الفخذ، صرح لعنب بلدي أنه بعد أن أجري له عمل جراحي، نقل إلى دار الاستشفاء في مدينة إربد، وهي عبارة عن منزل يتم تحويل المصابين إليه لاستكمال العلاج من علاج فيزيائي وكيميائي.
وبحسب تعبير أبو رامي، كانت دار الاستشفاء تتعرض لضغط كبير من الأمن الأردني الذي داهم الدار أكثر من 5 مرات وكان يعتقل في بعض الأحيان جرحى ويعيدهم إلى سوريا.
وبعد ضغط الأمن العام على الدار في الآونة الأخيرة، اضطر المسؤولون عن الأمر نقل الدار إلى مدينة الرمثا، ولكن بشكل سري، حيث استأجر المصابون منزلًا وبدأ بعض الممرضين بالتردد للاطمئنان على حالتهم، إلا أن الأمن العام الأردني قام قبل يومين بمداهمة المنزل واعتقال كل من فيه بحجة التوقيع على أوراق ثبوتية وقام بمنع الجرحى من أخذ أبسط أشيائهم، بحسب أبو رامي.
أحمد المنجد، فقد ساقه في سوريا وركب له طرف اصطناعي في الأردن، وكان يتلقى علاجًا فيزيائيًا، يقول أنه حين اعتقله الأمن الأردني منعوه من أخذ طرفه الاصطناعي.
كما وضع المنجد مع الجرحى الآخرين في سيارات المساجين ونقلوا إلى فرع الأمن العام للتحقيق معهم بتهمة التسول.
أما عمر، وهو شاب في السادسة عشرة من عمره، أصيب بقذيفة أدت إلى شلل قدميه واستئصال كليته وقسم من الكبد، فأفاد عنب بلدي أن عناصر الأمن رفضوا تسليمه كرسيه المتحرك رغم أنه أخبرهم بأنه لا زال بحاجة إلى العلاج الفيزيائ، حتى أن معظم حاجياته بقيت في خزانته في الدار.
وأضاف «بعد ساعة ونصف من التحقيق في فرع الأمن العام نقلونا إلى مربع السرحان، وهي نقطة عسكرية حدودية مع سوريا… تعرضنا للشتائم والإهانة واتهمنا بالسرقة وأوصلونا إلى نقطة نصيب حيث استقبلتنا عائلة أحد الجرحى».
على الحدود، تمكنت بعض العائلات من الوصول لاستقبال أبنائها الجرحى، بينما لم تتمكن عائلات أخرى من الوصول إلى هناك أو أنها لم تسمع بالخبر حينها.
في غرفة واحدة، استقبلت عائلة شادي، وهو أحد الجرحى، 5 آخرين، قابلتهم عنب بلدي حسام من مدينة جاسم، يعاني من إصابة دماغية وشلل نصفي، وماهر من حي الشاغور أصيب بقذيفة دبابة أدت إلى شلل قدميه، وثلاثة جرحى آخرين مصابون بالشلل.
تعتني العائلة، بالمصابين الخمسة إضافة إلى ابنها المصاب بالشلل، وتنقل العائلة سعادتها بذلك، ويقول والد الجريح «كلهم أبنائي، لا فرق بينهم وبين شادي، سيكون الله بعوننا لنعتني بابننا والجرحى الآخرين»، إلا أن الأسرة لا تتمكن من تقديم العلاج اللازم لهم وتطالب بتقديم احتياجاتهم المستعجلة.
وفي ظل غياب الأطباء والفيزيائيين، وغياب دار استشفاء في درعا، يواجه الجرحى مصيرهم المجهول، وتستمر معاناتهم لتضيف لجراحهم التي لم يتسن لها أن تشفى بعد.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :