حسام الجبلاوي – ريف اللاذقية
رغم مرور عامين على آخر حراك عسكري في مدينة جبلة، إلا أن قوات الأمن والدفاع الوطني شنت الأسبوع الماضي حملة دهم واعتقالات طالت العشرات من أهالي المدينة بينهم مسنين، بعد الإعلان عن «اكتشاف مستودعات سلاح وذخيرة»، فيما اعتبره ناشطون «تصفية حسابات» بين قادة الدفاع الوطني.
وكانت لجان الدفاع الوطني في مدينة جبلة أعلنت في العاشر من الشهر الحالي «اكتشاف مستودع للسلاح في منطقة العزي، يحوي كمية من البنادق الآلية ومسدسات كاتمة مع ذخائر وقنابل يدوية صناعة إسرائيلية، كما تم الكشف عن معدات مشفى ميداني في نفس المستودع». لكن لجان التنسيق المحلية في مدينة جبلة، نفت على لسان المتحدث باسمها لعنب بلدي أي علاقة للمدنيين بهذه الرواية، مؤكدة أنها «مجرد مسرحية هزلية تم إنتاجها في أقبية المخابرات لتهجير من بقي من سكان المدينة وإرهابهم».
وأحصت اللجان ما يزيد عن 100 حالة اعتقال خلال أسبوع واحد فقط بينهم رجل يتجاوز 53 عامًا وآخر عاجز يبلغ من العمر49، كما وثقت 8 حالات خطف منذ عشرة أيام حتى اليوم في تصاعد ملحوظ للظاهرة.
ويعتبر المتحدث الرسمي باسم اللجان الحملة «تمثيلية لهروب بعض الشخصيات في جبلة من الالتحاق بالجبهات الداخلية، عبر إرسال رسالة للقيادة بأن مدينة جبلة فيها إرهابيين».
وذكر شهود عيان من المدينة لعنب بلدي أن عمليات التفتيش طالت شبكات الصرف الصحي في حي العزي، وقادها شخصيات معروفة لدى أبناء جبلة، مثل نواف فاضل وسامي إبراهيم القادة في الدفاع الوطني، بالتعاون مع بعض شبيحة المدينة على غرار مصطفى عزام ويوسف عبيد.
خالد، أحد أبناء المدينة، ينقل لعنب بلدي قصصًا مؤلمة عن بعض حالات الاعتقال كالتي عاشها المعتقل بلال نعنوع عندما «قاموا بضربه وسط الشارع وإهانته أمام الجميع ثم دخلوا متجره وحطموه، ثم اقتحموا منزله القريب من المتجر وعاثوا به فسادًا».
أما الناشط مهيار بدرة فقد أوضح أن ما يحصل في جبلة هو «عبارة عن صراع بين زعماء الدفاع الوطني (آيات بركات ونواف فاضل) لإبراز الولاء وتقديم خدمات أفضل، وهو ما دفع ضريبته أبناء المدينة»؛ يضاف إلى ذلك «محاولة تبييض صورتهم بعد الامتعاض الكبير من العلويين من ممارسات قوات الدفاع الوطني بحقهم من تشبيح وتشليح، بحجة أنه لولا مقاتلو الدفاع لكان العلويون في خطر».
وأضاف بدرة «قد يتواجد سلاحٌ لدى الأهالي، لكنه لا يتعدى بعض البنادق الآلية التي اشتروها من قوات الدفاع الوطني أنفسهم في فترة من الفترات، لحماية أنفسهم»، مشيرًا إلى أنه «لو كانت بهدف عمليات إرهابية، كما يزعمون، لسمعنا كل يوم عن مجزرة لأن السلاح الذي تم عرضه يسلح فصيلاُ مقاتلاُ كاملاً».
ولم تشهد جبلة، منذ الشهر الثامن لعام 2011، أي أعمالٍ عسكرية أو توترًا أمنيًا، باستثناء عمليات الخطف من قبل قوات الدفاع الوطني.
في المقابل ردت بعض فصائل المعارضة في ريف اللاذقية على الحملة باستهداف القرى المؤيدة بصواريخ محلية الصنع، وأعلنت نيتها «تكثيف القصف في الفترة القادمة ثأرًا للمدنيين في الساحل».
يذكر أن المدينة شاركت بالحراك السلمي منذ بداية الاحتجاجات المناهضة للأسد وتعرضت لحملات مماثلة، كالتي حدثت نهاية نيسان 2011، حين اجتاح الأمن المدينة وقام بحملة اعتقالات لعدد من الناشطين بلغ عددهم حوالي 200 معتقل، تلا ذلك حملة عسكرية وأمنية لحي الدريبة طالت العشرات ومازال بعضهم مفقوداٌ الى هذه اللحظة.