كأس السم
أحمد الشامي
في ظل استعداد الأمريكيين لضرب «داعش»، وبعد أن تغاضى «اوباما» عن كل مذابح وجرائم الأسد، صار من الواجب أن نسأل أنفسنا عن الموقع الذي ينبغي علينا كسوريين اتخاذه في هذه المواجهة.
هل يجب الاصطفاف مع «داعش» في مواجهة الأمريكي الذي يدعم نظام الأسد سرًا؟
هل نستطيع البقاء على الحياد والدعاء «بالهزيمة» للطرفين؟
أم أن الأفضل هو الركض وراء الأمريكي واستجداء دعمه بهدف «إقناعه» أن الجيش الحر والثوار هم الأقدر على مواجهة «داعش» كما كان الأمر مع «الصحوات» في العراق؟
الاصطفاف مع «الخليفة أبو بكر القرشي» هو أسوأ الخيارات على الإطلاق وهو ما تفضله «جبهة النصرة» وأشباهها ممن احترفوا العداء لأمريكا حصرًا أيًا تكن سياستها.
من يصطف مع «داعش» يحكم على نفسه بالموت أو بالبقاء في حضن التخلف والجاهلية «المتأسلمة» في أحسن الحالات.
«داعش» و«النصرة» تتشاركان في العداء للحضارة والحداثة وفي الرغبة في العودة بعجلة التاريخ إلى الوراء باسم الدين. هذا ما يجعل انتصارمثل هذه التيارات مستحيلًا ويجعل من الهدف الأسمى لها إقامة دولة فاشلة على النمط الطالباني.
البقاء على الحياد في هذه الحرب بعيد المنال أيضًا فـ «داعش» لا تعترف بغير «الدواعش» وتعتبر كل الآخرين «أعداء». كذلك الأمر مع «اوباما» الذي يسير على سياسة «الفسطاطين» كسابقه «بوش» الصغير. خيار الحياد هو المفروض قسرًا على نظام العصابة في دمشق لأسباب سياسية ولوجستية. يتمنى «اوباما» أن يساعده «بشار» في قلع شوكة «داعش» لكن «بشار»، إضافة لكونه مصنفاُ كمجرم حرب، عاجز عن مواجهة «داعش» على الأرض مع الاستمرار في الدفاع عن «سوريا المفيدة».
هل نحن محكومون بالتحالف مع العدو الأمريكي ولو مرحليًا وعلى مضض؟
إن لم يكن هناك بد من اجتراع كأس السم هذا فلا داعي للهرولة من أجل ذلك، وليكن ثمن دماء السوريين السنة الذين سيقاتلون «داعش» هو المساواة بين «الأسد» و«حالش» و«داعش» وتدمير سلاح الجو الأسدي بالكامل كعربون من قبل «الصديق» الأمريكي، بحيث لا يسقط برميل أو صاروخ على أطفالنا وبحيث لا يستغبينا أحد مرتين.
من يقبل بأقل من هذا الثمن هو إما خائن أو أجير.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :